قدم الفنان سمير صبري صورة لعلاقة السينما المصرية بالأدب، في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي العلاقة التي بدأت منذ السينما الصامتة، وقال سمير صبري: "في عصر السينما الناطقة اعتمدت السينما المصرية على الأعمال الغربية المترجمة إلى العربية، مثل الأعمال التي قدمها الفنان محمد عبدالوهاب، ثم بدأ المخرج توجو مزراحي في تقديم أفلام تعتمد على ما يحدث في المجتمع المصري". وتابع: "وفي الأربعينيات من القرن الماضي اعتمد الفنان سليمان نجيب والفنان عبدالوارث عسر على ترجمة روائع الأدب العالمي وتمصيرها (صبغتها بطابع الواقع المصري)، مثلما حدث مع نجيب الريحاني ويوسف وهبي، أما في الخمسينيات فاستعانت السينما بالأدباء المصريين المعاصرين لتلك الفترة، فبدأت بإحسان عبدالقدوس (أنا حرة ـ هي والرجال ـ هذا هو الحب)، وأيضًا يوسف السباعي (إني راحلة) ومحمد عبدالحليم عبدالله (غصن الزيتون) وعلى أحمد باكثير (وا إسلاماه)، وهنا بدأت الطفرة في الاعتماد على الأدب المصري، وهو ما نطلق عليه زمن الفن الجميل، وهو زمن السينما النظيفة الهادفة". ورأت الكاتبة إقبال بركة أن العلاقة بين الأدب والتلفزيون هي علاقة حب، حيث لا يستطيعان أن يتفرقا رغم ما قد يحدث من خلاف أو صداع، لكن تظل العلاقة بينهما قائمة ومستمرة. وتؤكد الكاتبة إقبال بركة أن معرفة الناس بروايات المؤلفين الكبار تمت عن طريق السينما، بعد تحويل رواياتهم إلى أفلام، مثل إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ رغم أنهما كاتبان من الطراز الأول، ولهذا نجد أن نسبة توزيع كتبهم ضئيلة مقارنة بانتشار أفلامهم، رغم اختلاف الفيلم عن الرواية لتدخل السيناريست، والمخرج وأبطال العمل. وأضافت: "لأننا شعب لا يقرأ يلجأ الناس إلى السينما والتلفزيون، وهذا أمر يدعو للأسف، حيث لا تنهض دولة إلَّا بالعلم والقراءة". أما الدكتور وليد سيف، رئيس المركز القومي للسينما، فأكد أن الحوار بين الأدب والسينما تراجع كثيرًا، خاصةً في التسعينيات من القرن الماضي، مؤكدًا ضرورة أن تدرك أجهزة الدولة قيمة الفن، لأن بعض تلك الأجهزة تحارب الاختلاف، بينما المبدع إذا لم يكن مختلفًا فلا يمكن أن يكون متميزًا. ... المزيد
مشاركة :