بذلوا الغالى والنفيس من أجل الوطن، ضحوا بأرواحهم كى نعيش آمنين مطمئنين، لم يفكروا فى أنفسهم لحظة واحدة، بل كان همهم وشغلهم الشاغل سلامة وأمن الوطن والشعب، ضحوا بأرواحهم وتركوا أمهات ثكالي، يقتلهم الحزن على فراق فلذة أكبادهن، وزوجات يصارعن الحياة مع أطفالهن، وأطفال يتامى فقدوا السند وحب ورعاية الأب، حاربوا بشرف، وضربوا أروع الأمثلة فى الفداء والتضحية، بعد أن سالت دماؤهم الذكية لتروى أرض الوطن فى كل بقعة من أراضيه، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لن ننساكم ما حيينا، وستظل ذكراكم مسطورة فى تاريخ الوطن بحروف من نور، يفخر بها التاريخ، الشهداء لا يموتون، بل أحياء عند ربهم يرزقون، يفرحون بما آتاهم الله من فضله فى جنات النعيم {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. فالشهيد الذى ضحى بنفسه وحياته، بالتأكيد يستحق هذه المكانة عند الله سبحانه وتعالي، فلولا هذه التضحية لضاعت الأوطان، وسلبت الثروات، واستبيحت وانتهكت الأعراض، الشهداء محبون لوطنهم، مدافعون عنه بكل ما يملكون من قول وفعل، الجندى المقاتل من الجيش والشرطة الذى يشترك فى أى معركة بعقيدة قتالية عالية، وهو يعلم جيدا أنه قد لا يعود لأهله وذويه، هو ذلك البطل الذى لا بد أن نحمله فوق أعناقنا ونفخر بأنه ابن من أبناء هذا الوطن، الشهداء هم المخلصون، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل توفير الأمن والأمان لأجيال تحيا آمنة مطمئنة من بعدهم، فسلاما على أرواحهم الطاهرة، ولا ننسى الأبطال من المدنيين، الذين يساعدون قوات الأمن فى التوصل للمجرمين، ويعملون على وحدة وتماسك الوطن، بالكثيرين من هؤلاء الشرفاء من أبنائه، ويجب علينا بل وإلزامًا أن تضاف بطولات الشهداء وتضحياتهم وقصصهم إلى المناهج التعليمية، لتتعلم الأجيال القادمة معنى الحب والتضحية فى الدفاع عن الوطن، ويروا القدوة والمثال لذلك فى هؤلاء الشهداء الأبطال، وأن يتعلموا السلوكيات الحسنة، والأفعال السوية، والالتزام بالقيم والمبادئ السليمة، والحرص دائما على سلامة ووحدة الوطن، وأن التضحية والدفاع عنه، وتقديمه على المصلحة الفردية من أساسيات الإيمان، والالتزام بالأخلاق الكريمة، والعدل والتسامح والإخلاص والاجتهاد فى العمل، من المحاسن التى تسمو بالمجتمع، وترتقى وتعلو بمكانته، والواجب على كل فرد أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، والسعى للازدهار، ويجب التنبه إلى أن حب الوطن يرتبط ارتباطا وثيقا بسلوك الأفراد وتصرفاتهم، وليست الأقوال والشعارات والهتافات، يجب على الفرد أن يظهر حبه لوطنه بالالتزام بالقوانين، والحفاظ على سلامة الممتلكات الخاصة والعامة به.ويجب على كل فرد تأدية مهامه ووظائفه بإتقان وشرف، وينشر الأخلاق الفاضلة، ويتحلى بها، ولا بد من نبذ الفرقة بين الأفراد، وأن يتكاتف أفراد الوطن مع بعضهم البعض دون عصبية، أو عنصرية، أو تفريق على أساس الدين أو اللون، حب الوطن والانتماء له شعور فطرى غريزي، فالإنسان يحب وطنه ويألف العيش فيه ويحن إليه، ولكن إن لم يكبر وينشأ على كيفية الدفاع عنه، والعمل على الحفاظ عليه، سيأتى أهل الشر ليحولوه إلى قاتل وإرهابي، أو مخرب، لأنه لم يتربى على الفهم الصحيح والمعنى الحقيقى لحب الوطن، وكيفية الدفاع والتضحية من أجله، بعيدا عن الشعارات الكاذبة باسم الدين أو الثوريين، الذين لا يعلمون شيئا أساسا عن الدين أو الثورات، ولكنهم تعرضوا لغسيل دماغ، وزرع أفكار هدامة من الممولين لتخريب الأوطان، وأقنعوهم أنهم بقتلهم أبناء وطنهم سيدخلون الجنة، وعلى الجهة الأخرى المصابون بالتثور اللإرادي، المحرضون دائما ضد الجيش والشرطة، وتحقيرهم لكل إنجاز عظيم تقوم به الدولة، فأمثال هؤلاء لم يتعلموا حب الوطن، ولم يجدوا القدوة الحسنة فى حياتهم وأسرتهم، فخرجوا حاقدين على الوطن من أجل مصلحة شخصية، كالمال والشهرة، ولم يلتفت منهم أحد، أو يفكر ولو لدقيقة ماذا سيكون مصير الوطن من جراء تلك الأفعال الخسيسة، هؤلاء على العكس والنقيض تماما من الأبطال الوطنيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن وسلامة الشعب.الرائد الشهيد مصطفى عبيد، الذى أنقذ مئات الأرواح بعد إبطال عبوتين ناسفتين فوق سطح المسجد الملاصق للكنيسة ليلة عيد الميلاد، فيما انفجرت به العبوة الثالثة، وضحى بروحه ونفسه لينقذ المئات من الأشخاص، كاشفا أنه واجه صعوبة فى تفجير تلك العبوة التى كانت تهز المبنى عندما حاول تفكيكها، وشعر بخطورة الأمر، وكان يطلق الشهادة حينها، وهذه قمة التضحية بعد استشهاده.والشهيد المنسى ورفاقه، والشهيد أبانوب، والشهيد مينا، وغيرهم المئات والمئات من شهداء مصر الأبرار.تحية حب وفخر وإعزاز لأرواح شهدائك يا مصر، الذين بفضل تضحياتهم نعيش فى أمن وسلام وتنمية.. حفظ الله مصرحفظ الله الجيش والشرطة
مشاركة :