الخطوة التالية تحتاج إلى جهد أكبر

  • 1/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: قدم الأدعم نفسه بشكل طيب من خلال خطوته الأولى في بطولة أمم آسيا لكرة القدم وذلك عبر ما قدمه في الشوط الثاني تحديداً من مباراته التي أنهاها بالفوز على منتخب لبنان بهدفين دون رد في أول ظهور للمنتخبين ضمن منافسات المجموعة الخامسة التي يتصدرها المنتخب السعودي بفارق الأهداف فقط بعد أن كان قد تغلب على كوريا الشمالية بأربعة أهداف للاشيء .. وعندما نقول إن الشوط الثاني هو الذي كشف عن إمكانات الأدعم وعن قدرته على حسم لقائه الأول هذا في البطولة فذلك لأنه لم يكن كذلك خلال الشوط الأول الذي بدأه بتشكيلة غاب عنها أكثر من لاعب مهم وفي المقدمة منهم نجمنا الآسيوي الكبير عبدالكريم حسن، الذي يُعد دائماً من المفاتيح المهمة جداً في المنتخب، بحكم الدور الكبير الذي يلعبه في الإسناد الهجومي رغم تواجده في مركزه الظهير الأيسر، وكذلك زميله الظهير الأيمن حامد إسماعيل صاحب الخبرة الطويلة والذي يتميز هو الآخر بإسهاماته الهجومية الجيدة عبر توغلاته النشطة والمهمة، وأيضاً نجم الوسط عبدالعزيز حاتم الذي يتمتع هو الآخر بخبرة جيدة من شأنها أن تخدم العنابي كثيراً في مثل هذه المواجهة التي تجمعه مع منتخب يضم بين صفوفه نخبة كبيرة من أصحاب الخبرة والتجربة الطويلة. وفي الحقيقة فإن التشكيلة التي بدأ بها الأدعم هذه المباراة كانت قد أثارت لدينا بعض التخوف وخصوصاً فيما يتعلق بخط الظهر إذ تواجد في قلب الدفاع لاعبان شابان ما زالا بحاجة إلى الكثير من الخبرة في مثل هكذا مباريات كبيرة وهما بسام الراوي وطارق سلمان، في وقت كنا نعتقد أن المدرب فيليكس سانشيز سيعتمد على بوعلام خوخي ليكون إلى جانب بسام الراوي مثلما حدث في العديد من المناسبات السابقة خلال رحلة الإعداد لهذه البطولة. ومع ذلك فقد نجح الثنائي الشاب في مهمته بشكل جيد وتمكنا من أن يُظهرا قدراً طيباً من الانسجام بينهما رغم الحاجة إلى المزيد من التكامل ليكونا أكثر صلابة خصوصاً إذا ما وقفا في مواجهة منتخبات أكثر قوة في الجانب الهجومي من المنتخب اللبناني الذي يعاني أصلاً من قصور واضح في هذا الجانب مثلما يعاني من عقم تهديفي واضح وفقا لما حدث في مبارياته التجريبية الست التي سبقت هذه البطولة والتي لم يسجل خلالها سوى هدف وحيد فقط.. وفي العموم يمكن الإشارة إلى أن الاعتماد على هذين الشابين في قلب الدفاع في هذه المباراة يمكن أن يسهم في تعزيز قدراتهما لاحقاً وهو ما يبحث عنه الجهاز الفني بكل تأكيد .. أما بالنسبة إلى عبدالكريم حسن فنرى أن تركه على دكة البدلاء لم يكن مناسباً أبداً خصوصاً وأننا نبحث عن بداية إيجابية في غاية الأهمية خلال هذه البطولة الأمر الذي كان يتطلب الاعتماد على الركائز الأساسية دون استثناء .. ومع ذلك نقول إن العنابي كان قد فرض نفسه بقوة خلال الشوط الأول وتمكن من أن يستحوذ تماماً على أغلب زمن هذا الشوط من خلال السيطرة الواضحة غير أن السيطرة تلك لم تكن إيجابية في الغالب لأنها افتقرت إلى النهايات السليمة فغابت تماماً الخطورة الحقيقية المتوقعة في الأمام بحيث لم نشهد على مدى (45) دقيقة ما يمكن أن يُرجح كفته ليخرج بالتالي بالتعادل السلبي رغم أن الأرقام كانت تشير إلى استحواذه على المباراة بنسبة تزيد على السبعين في المئة. ووفقاً لهذه الصورة كان لابد للمدرب من أن يتدخل لمعالجة ما يمكن معالجته فكان ذلك فعلاً خلال الدقائق الأولى من الشوط الثاني عندما دفع بعبدالعزيز حاتم بدلا من كريم بوضياف الذي لم يكن في يومه، ثم دفع بعبدالكريم حسن بدلاً من عبدالكريم سالم ليكون ذلك بمثابة نقطة التحول الحقيقية التي أحدثت الفارق الكبير لا سيما وأن المنتخب اللبناني صار يعاني من تراجع لياقة لاعبيه لينكمش كثيراً ويصبح العنابي مهيمنا بشكل واضح جداً بحيث تمكن من أن يتوج ذلك بتسجيله هدفين عن طريق بسام الراوي من كرة ثابتة والمعز علي من خلال متابعة ذكية وسليمة جدا.. وفي كل الأحوال نقول إن العنابي يمتلك ماهو أفضل من هذا الذي قدمه أمام لبنان، وأن على جهازه الفني أن يتوقف بشكل تفصيلي عند كل ما حدث في هذه المباراة لا سيما وأننا سنكون بعد غد الأحد أمام مباراة ربما تكون أكثر قوة أمام منتخب كوريا الشمالية الذي يبحث عن التعويض عقب خسارته الرباعية الأولى أمام المنتخب السعودي. بوضياف والتعويض بقدر ما نشيد هنا ببعض الأسماء التي سطعت بشكل جيد خلال مواجهة أمس الأول بقدر ما نؤكد هنا بأن الأنظار ستتجه بكل قوة نحو ما يمكن أن يقدمه لاعبون آخرون في مباراتنا الثانية خصوصاً وأنهم لم يظهروا بالشكل الأمثل في هذه المباراة وفقاً لما هو معروف عن إمكانياتهم الحقيقية .. فلاعب بحجم ومكانة كريم بوضياف لا يمكن أن يكون مقتنعاً بما قدمه أمس الأول لأنه في الواقع يمتلك الكثير من الأفضل الذي يمكن أن يجعله أحد أهم مفاتيح التفوق في صفوف العنابي. قراءة سليمة ومعالجات موفقة إذا كانت هناك من ملاحظات حسبت على الشوط الأول من هذه المواجهة، فإن المعالجات التي جاء بها الجهاز الفني في الشوط الثاني، أكدت حسن القراءة الفنية، وبالتالي القدرة على تجاوز أي أخطاء، وذلك أمر في غاية الأهمية .. وهنا نشير إلى أن العنابي كان قد عاد إلى الشوط الثاني، مراهناً على التنوع في اللعب والزيادة العددية في الوسط والأمام، من خلال سرعة التحول وتنشيط الجانبين، ليكون كل ذلك هو المفتاح الحقيقي الذي صنع الفارق وقاد إلى الفوز بهدفين، مع جملة فرص أخرى كان يمكن أن تزيد غلتنا من الأهداف. الراوي وسلمان يبددان المخاوف رغم بعض المخاوف التي أثارتها التشكيلة الأساسية لمباراتنا أمام لبنان إلا أن شبابنا الجدد في العنابي أثبتوا الكثير من الجدارة وخصوصاً في قلب الدفاع إذ تمكن بسام الراوي وطارق سلمان من أن يثبتا الكثير من الجدارة ونجحا في تقديم صورة طيبة تبشر بمستقبل كبير لكل منهما مع العنابي الأول. احذروا الكوري الجريح سيكون على الأدعم أن يتعامل مع مباراته الثانية أمام كوريا الشمالية بطريقة مختلفة منذ بداية اللقاء .. فرغم أن الأخير ربما سيكون مهزوزاً بحكم الأهداف الأربعة التي خسر بها مباراته الأولى إلا أن ذلك لا يمنع من أنه سيخوضها بروح قتالية بحثاً عن التعويض وبالتالي التمسك بفرصة الإبقاء على فرصته في التنافس على إحدى بطاقات التأهل للدور الثاني من البطولة .. من هنا نقول إن على لاعبينا الكثير من الحذر وأن لا ينساقوا إلى التهاون أو الاعتقاد بسهولة المنتخب المنافس وأن يحرصوا على تقديم أفضل ما عندهم فيها مع العمل على تجاوز أي خطأ يمكن أن يكون قد حصل في الشوط الأول من مباراة لبنان.

مشاركة :