في السابق كان الهاجس الأول للأسرة السعودية امتلاك منزل، ولكن اليوم تغيّر هذا المطلب، وأصبح الهاجس الأول هو التمكُّن من تغطية المصروفات اليومية للأسرة، وتلاشى حلم تملك المنزل وفقد الأمل منه، وبقي الأمل معقودًا بالتمكن من أن يقوم الدخل الشهري بتغطية المصروفات اليومية، والتي نتفاجأ أنها تزيد يومًا بعد يوم، سواء على مستوى نوعية الاحتياجات، أو مستوى أسعار السلع والخدمات. يؤكد ما سبق، ظهور بعض البيانات الرسمية المنشورة وفق مسح صادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، يفيد بأن متوسط دخل الأسرة السعودية بلغ نحو 13,600 ريال شهريًا، في حين أن متوسط الإنفاق الشهري يبلغ 15,300 ريال مما يعني أن الأسر السعودية تعاني من عجز في الميزانية الشهرية يصل إلى 1700 ريال تقريبًا، ووفقًا للتحليل الذي أظهرته جريدة "الاقتصادية" في عددها يوم الثلاثاء 20 يناير 2015 فقد أوضحت بأنه في الوقت الذي ارتفع فيه أسعار السلع والخدمات (التضخم أو تكاليف المعيشة) بنسبة 28.4% خلال فترة المسح (ست سنوات)، فقد تراجع دخل الأسرة السعودية بنسبة 3,4% خلال الفترة نفسها. وخلاصة هذا المسح أنه خلال الست سنوات الماضية ارتفع إنفاقها بنسبة 16% وتراجع دخل الأسرة السعودية بنسبة 3.4%، وهذا بحد ذاته يُعد مؤشر إنذار للأسر السعودية يجب عليها أن تراعيه، وأن تعيد النظر في أسلوب إدارة الميزانية الشهرية للأسرة. البعض يتجاهل مثل هذه الإنذارات، ويعمد إلى قاعدة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، ومع الإيمان بأن الأرزاق بيد الله، واليقين بأهمية التوكل على الله، إلا أنه من الضروري مع كل ذلك الأخذ بالأسباب، ومن الأخذ بالأسباب أن يوازن الإنسان بين مستوى دخله ومستوى إنفاقه، وأن يحرص على هذا التوازن حتى لا يقع في أزمات مادية قد يترتب عليها -لا سمح الله- العديد من المشكلات، سواء كانت أسرية أو حتى إجرامية. إن كان مستوى إنفاقك أكبر من مستوى دخلك، فعليك إما أن تُعيد النظر في بنود هذا الإنفاق وتسعى لخفضها، أو تعمل على زيادة مستوى دخلك بعمل إضافي أو تجارة أو غيرها من القنوات الشرعية، التي تكفل لك معيشة كريمة بعيدة من الأزمات. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :