الطالب بين الأسرة والمدرسة | إبراهيم محمد باداود

  • 10/20/2016
  • 00:00
  • 40
  • 0
  • 0
news-picture

بعض الطلاب تجدهم في حيرة من أمرهم؛ فهم متأرجحون بين ضغوط المنزل والأسرة أو إهمالها، وبين جدية بعض المدارس واهتمامها برفع مستوى التعليم لديها أو تساهلها في هذا الجانب، فهو إما أن يكون ضمن أسرة حريصة على رفع مستوى التعليم لدى أبنائها ومتابعة تحصيلهم الدراسي وفي المقابل تجد المدرسة مهملة ومتقاعسة عن أداء دورها أو العكس، بحيث تجد الطالب في مدرسة مميزة ومتمكنة وفي المقابل تكون أسرته مهملة لوضعه الدراسي وغير متابعة لمستواه التعليمي. للأسرة دور هام للغاية في التحصيل العلمي للابن، كما أن لها دورًا في بناء شخصية الطالب وتهذيب أخلاقه، كيف لا والأسرة هي المحضن الأول وهي المكان الذي تتشكَّل فيه شخصية الطالب، وللمدرسة والمعلم كذلك دور هام ولكن كل ذلك التأثير يعتمد وبدرجة كبيرة على مستوى التنسيق والتكامل الذي يمكن أن يتم بين المدرسة والأسرة، فبعض الآباء وعلى مدار فصل كامل لا يسأل ابنه عن مستواه العلمي أو مستوى تحصيله، ولكنه يغضب في نهاية الفصل إن وجد نتيجة الامتحان سيئة، وبعض الآباء لا يسأل من هم أصدقاء ابنه في المدرسة، وهل هم على مستوى جيد من العلم والأدب والأخلاق أم لا؟ ويغضب إذا ما تم القبض على ابنه في قضايا أخلاقية. هناك أسر تعبت أيضًا من متابعة بعض المدارس وتدني مستوى التعليم فيها وسوء أداء المعلمين، مما جعل القادرين ماديًا منهم يسعون لنقل أبنائهم من مكان لآخر طوال الفصل الدراسي لعدم تمكنهم من العثور على مدرسة ذات مستوى تعليمي جيد، ولذلك فإن من الصعب أن ينجح الطالب في المدرسة ويتفوق وهو يعاني من قصور متبادل بين الأسرة والمدرسة، فكل طرف يُلقي باللوم على الآخر، وكل طرف يُظهر عيوب الطرف الآخر، والضحية في ذلك كله هو الطالب. هذا يستوجب أن تكون هناك معايير محددة يتم وضعها والاتفاق عليها عند تسجيل الطالب في أي مدرسة بحيث يوضح ما هو دور كل طرف في العملية التعليمية سواءً كان المنزل والأسرة أو المدرسة، وكذلك دور الطالب نفسه على أن تكون تلك المعايير جزء أساسي من تسجيل الطالب في أي مدرسة، وعلى ضوئها يمكن متابعة ومراجعة أداء كل طرف، ومعرفة مكمن التقصير عند وقوع أي موقف سلبي، وذلك بدلًا من أن يلقي كل طرف باللوم على الآخر. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :