أبوظبي:أحمد السيد تأهلت الصين إلى دور الـ 16 برفقة كوريا الجنوبية من المجموعة الثالثة لكأس آسيا بعدما حسمتا المقعدين الأول والثاني بشكل منطقي بسبب خبرتهما الطويلة مقابل الفلبين وقيرغزستان اللتين تشاركان في البطولة للمرة الأولى. وتفوق «التنين» على الفلبين بثلاثية ساحقة ليؤكد لاعبو الأخيرة بعد المباراة رغبتهم وسعيهم في ملاحقة بصيص الأمل المتاح والذي سيسمح لهم بالعبور إلى الدور التالي تحت قيادة المدير السويدي جوران إريكسون لتكون مشاركة أولى تاريخية للفلبين ومميزة على صعيد البطولة القارية، ومسح أحزان الخسارتين في الجولتين الأولى والثانية.وتتعلق آمال الفلبين بالصعود كأفضل ثالث بتحقيق الفوز على قيرغزستان في ختام مباريات المجموعة وانتظار لعب الحظ دوره في أن يقع المنتخب بين أفضل 4 منتخبات حققت الترتيب الثالث في المجموعات الست بالبطولة.وقدم منتخب الصين عرضاً فنياً مميزاً على أرضية الميدان ونجح الإيطالي مارتشيلو ليبي المدير الفني ل«التنين» من فرض أسلوبه على منافسه إريكسون الذي أعلن التحدي قبل المباراة بأن ليبي لن يكون صديقه لمدة 90 دقيقة خلال المباراة، ولكن ليبي نجح في الختام في كسب الرهان وأبطال مفعول المفاجأة التي كان يحضر لها إريكسون قبل المباراة بغلق كل المنافذ والاعتماد على المرتدات. من جانبه، أكد مانويل أوت لاعب وسط منتخب الفلبين أن الصين قدمت مستوى جيداً واستحقت الفوز، وقال في الوقت ذاته كانت النتيجة ثقيلة قياساً بأن منتخب بلاده لم يكن سيئاً في العديد من فترات اللقاء.وأضاف: «رغم صعوبة المباراة إلا أن منتخبنا كان قادراً على تقديم مستوى أفضل خاصة بعد الأداء الذي نال استحسان الجميع أمام كوريا الجنوبية في البداية وخسرنا أمامهم بهدف نظيف بصعوبة».وأشار أوت إلى أن منتخبي كوريا الجنوبية والصين يتشابهان من حيث طريقة اللعب والمستوى،معتبراً أن كوريا الجنوبية هي الأقوى وفق وجهة نظره، ومشيراً إلى أن منتخبه لم ينجح في خطف نتيجة إيجابية في مباراته الأولى لأنه عكف على التحضير للمباراة على مدار يومين فقط عقب وصوله إلى الدولة ولم يكن المنتخب جاهزاً بدنياً لخوض 90 دقيقة وقدم مستوى مرضياً.وكشف أوت أن خوض السويدي إريكسون المدير الفني للفلبين المباريات بأسلوب دفاعي بالاعتماد على 5 لاعبين في الخلف هو أسلوب دأب على اتباعه ودرب اللاعبين عليه جيداً وانتهجه في العديد من المناسبات السابقة، وآخرها في مباراة كوريا الجنوبية، معرباً عن ارتياح اللاعبين من هذه الطريقة.ولفت أوت إلى أن منتخب الفلبين يدخل مباراته الأخيرة ولا شيء يخسره، بعد أن تعثر في مباراتي الجولتين الأولى والثانية ولم يجمع نقطة متذيلاً الترتيب، لتقديم مستوى مميز يدون في تاريخه بالبطولة القارية الأكبر.وقال دايسوكي ساتو لاعب منتخب الفلبين إن منتخب بلاده ليس اليابان أو كوريا الجنوبية اللذين يمثلان نخبة المنتخبات في القارة الصفراء خلال الفترة الحالية وصعدا إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا.وأوضح أن منتخب الفلبين لابد أن يعرف موقعه في خريطة الكرة الآسيوية التي تضم العديد من المنتخبات القوية، مشيراً إلى أن الفلبين منح الاحترام التام لمنافسه الصين في مباراة أمس الأول ولكن عدم التنظيم الدفاعي ينتج عنه حدوث كوارث.وتمسك ساتو بالحظوظ الضعيفة للمنتخب بالتأهل إلى دور ال16، مؤكداً أن تجاوز دور المجموعات في المشاركة التاريخية الأولى في البطولة سيكون إنجازاً يفتخر به الفلبينيون.وتابع:المدرب إريكسون قدير وخبراته طويلة في المستطيل الأخضر ويمنحنا الثقة ويسدي لنا النصائح باستمرار في الحصص التدريبية ما يسهم في تطور مستويات جميع اللاعبين.من جهة أخرى،سيطر اسم نجم المنتخب الصيني ومهاجمه وو لي على أحاديث المديرين الفنيين لمنتخبي الصين والفلبين ليبي وإريكسون في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة التي جمعت المنتخبين.وتطرق المديران الفنيان إلى مدى قدرة وو لي على خوض تجربة احترافية خارج الصين، وكان اللاعب نفسه قد تألق في المباراة وقاد«التنين»إلى دور ال16 بتسجيله هدفين من أصل ثلاثة أهداف في المباراة وإصابته العارضة والقائم ليرفع رصيده إلى 14 هدفاً بقميص المنتخب الصيني في 59 مباراة.وقال ليبي رداً على سؤال الصحفيين حول قدرة مهاجم الصين على الاحتراف في أوروبا من عدمه: لا أعلم فرصه في الاحتراف في أوروبا من عدمه، ولكنه صنع الفارق في المباراة.وفي الطرف الآخر قال إريكسون: وو لي يمتلك المقومات التي تؤهله لخوض تجربة احترافية خارج حدود الصين.ولم يحظ وو لي صاحب ال27 عاماً لاعب فريق شنغهاي اس أي بي جي الصيني بخوض تجربة احترافية خارج الصين طوال مسيرته الاحترافية في كرة القدم التي بدأت منذ أن أثبت قيمته الفنية كمهاجم هداف وانضم إلى صفوف منتخب الصين للشباب وهو لم يتجاوز ال15 عاماً كأول لاعب في بلده يلتحق بصفوف المنتخب الوطني ويخوض مباراة دولية في هذه السن الصغيرة.ويعد وو لي الذي يحمل القميص رقم سبعة من بين ثلاثة لاعبين استعان ليبي بخدماتهم وضمهم إلى المنتخب برفقة كل من يان جنلينغ، تشي كي.وكان وو لي قد فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الصيني الممتاز لكرة القدم لعام 2018، وبات أول لاعب محلي في الدوري الصيني ينال جائزة الهداف منذ عام 2007 برصيد 27 هدفاً، بعد أن نال لقب الدوري المحلي مع فريقه شنغهاي. مباراة صعبة وجّه زينج زي قائد الصين الشكر إلى لاعبي المنتخب على الأداء القوي والمميز، وقال: لقد كانت المباراة صعبة في البداية وتأخر الهدف الأول 40 دقيقة بسبب التكتل الفلبيني في المنطقة الخلفية، لكن الإصرار والروح القتالية العالية كانا سببين في تحقيق الفوز الكبير.كما وجه التهنئة إلى جماهير التنين الصيني على التأهل، واعداً بمزيد من الانتصارات في المستقبل، والسعي نحو المنافسة على اللقب.وقال: إن المدير الفني ليبي كان له الدور البارز بخبرته الواسعة في عالم كرة القدم لتحقيق الصعود من خلال انتصارين مستحقين في المجموعة، مشيراً إلى أن ليبي حاله حال الجماهير يلهب حماس اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس وخلال التدريبات.بدوره، قال يو هانج لاعب الصين: إن الفوز الذي حققه «التنين» على الفلبين مستحق وعن جدارة، وأكد أن جميع اللاعبين بذلوا مجهودا غير عادي، مؤكداً أن التنين جاهز لمواجهة أي منتخب في هذا الدور، ووعد الجماهير بأداء قوي والسعي نحو المنافسة على اللقب، مؤكداً أن فريق الصين لديه كل المقومات للمنافسة على لقب هذه النسخة.
مشاركة :