نشطت في الآونة الأخيرة جماعات «تدفيع الثمن» الإرهابية اليهودية على مفترقات الطرق في الضفة الغربية والقدس لتدمير مركبات الفلسطينيين، وإعطاب إطارات السيارات أمام منازلهم في القدس، والهجوم الليلي اليومي على كثير من الأحياء الفلسطينية، بحراسة جنود الاحتلال. فعلى أحد المفترقات الهامة في القدس، تجمع العشرات من جماعة «تدفيع الثمن» بعد عملية إطلاق نار على جنود إسرائيليين على أحد الحواجز، وبدؤوا بإلقاء الحجارة على الزجاج الأمامي للسيارات الفلسطينية المارة على المفترقات القريبة من مكان تنفيذ العملية، بوجود جنود الاحتلال، وحاول عدد كبير من السائقين تجاوز المستوطنين وتلاشي حجارتهم، إلا أن عدداً كبيراً كُسر زجاج سيارته، وواصلوا سيرهم خوفاً على حياتهم. ووثقت هواتف عشرات السائقين عبر مقاطع فيديو جرائم هذه العصابة، ولكنها لم تحرك ساكناً على الرغم من إظهار وجوه المعتدين من المستوطنين، ولم يتم اعتقال أي مجرم منهم. حظ عاثر ويهاجم المستوطنون من هذه العصابة عشرات القرى الفلسطينية كل يوم رافعين شعار «الموت للعرب»، وكان آخرها قرى كفر الديك وعوريف وبرقة وحوارة وعصيرة القبلية وبيتين شمال مدينة الخليل، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، معتبرين نفسهم فوق القانون. وكان آخر الشهداء الفتى قاسم العباسي ( 17 عاماً)، الذي قاده حظه العاثر بعدما كان برفقة ثلاثة من أصدقائه في طريقهم إلى مدينة نابلس، إلى اتباع إرشادات شرطي إسرائيلي للدخول في طريق يتواجد فيها عصابة «تدفيع الثمن» قرب مستوطنة «بيت ايل» شمال رام الله. وعندما شعروا بالخطر استداروا للعودة هرباً من مصيدة المستوطنين، فأمطره المستوطنون بالرصاص بعدما تأكدوا أنهم فلسطينيون، بحجة محاولة اقتحام حاجز عسكري، ثم تراجع الجيش في بيان، وقرر أنه سيفتح تحقيقاً في الحادث. وذلك بعد أن أكد شهود عيان أن مستوطنين أطلقوا النار على السيارة بعد أن طلب أحد جنود الاحتلال من سائق السيارة التراجع ووجهها إلى المكان الذي تواجد به المستوطنون المسلحون. المختص في الشأن الإسرائيلي د.عمر جعارة، قال إن هذه العصابة تقوم بإجبار الفلسطينيين على دفع ثمن كل إخلاء للبؤر الاستيطانية بالاعتداء عليهم في كافة مناطق الضفة الغربية، وهم أداة بيد الحكومة الإسرائيلية، لأنهم يعملون تحت أعين جيشه، ولم يتم اعتقال أي شخص منهم. وأضاف لـ«البيان»:«يستخدمون في هذه العصابة شباناً تحت سن الـ 16 لعدم تعريضهم للمساءلة القانونية، ولم يتم محاكمة أي شخص منهم، لأنهم مدعومون من مجالس المستوطنات، المدعومة أساساً من الحكومة الإسرائيلية». وذكر جعارة، نماذج من اعتداءات هذه العصابة، ومنها حرق أسرة دوابشة، باشتراك عدة أشخاص، ولكن تم محاكمة شخص واحد بعد مقتل الأسرة باستثناء طفل واحد أصيب بتشوهات، بالإضافة لمقتل سيدة في بديا قبل أسابيع بإلقاء الحجارة على سيارتها، والتلفظ وكتابة ألفاظ مسيئة للرسول على أبواب المساجد والكنائس. قوة مطلقة ويعترف محلل إسرائيلي بقوة المجموعات الإرهابية في الضفة الغربية بقوله إنها قوة مطلقة، على سبيل المثال فإن تظاهرات اليهود في غلاف غزة لا تهز شعرة في جسد حكومة بنيامين نتانياهو، ولكن عشرة مستوطنين قادرون على زعزعة أركان حكومته، بل إن نتانياهو نفسه يصاب بالذعر أمامهم ولهذا يحاول استرضاءهم وأكثر من ذلك. ويستخدم عدد كبير من هذه العصابة الهراوات والسكاكين والغاز المسيل للدموع في اعتدائهم على المواطنين المقدسيين في الشوارع والأزقة، مما تسبب بحدوث تشوهات على أجساد المصابين، واضطر عدد منهم لترك عمله في شركات إسرائيلية قريبة من أماكن عصابة «تدفيع الثمن» التي تتوالى على الاعتداء عليهم كل يوم. واتهمت مؤسسات فلسطينية وإسرائيلية قوات الاحتلال بالسماح للمستوطنين بشكل دائم بالاعتداء على الفلسطينيين، ووصلت إلى حد مرافقتهم في أماكن تحركاتهم لحمايتهم وتنفيذ اعتدائهم.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :