حظيت آثار وتراث المملكة باهتمام الدولة، فقد أولت وكالة الآثار والمتاحف عنايتها واهتمامها بالكنوز الأثرية والمواقع التاريخية النادرة، كان منها بيت البسام بمحافظة عنيزة لمحاكاته تراث الآباء والأجداد والتاريخ العريق للوطن، وهو واجهة عنيزة السياحية، وأحد المعالم المهمة بمنطقة القصيم، وهو عبارة عن قصر طيني تزيد مساحته على ثلاثة آلاف وخمسمائة متر مربع، مبني حسب الطراز النجدي، وبني العام 1374هـ وانتهى البناء منه العام 1378هـ، وفي العام 1402هـ صنفته الإدارة العامة للآثار والمتاحف - وكالة الآثار والمتاحف - حالياً ضمن المباني الطينية التي يجب المحافظة عليها، واستخدم في بنائه الطين، ومن المواد الأساسية المستخدمة في بناء البيت «الحجر» وذلك في أعمال الأساسيات، وكذلك «الجص» الذي يستخدم في أعمال الربط بين الحجارة والأعمدة، وفي أعمال اللياسة النهائية، وفي النقوش والأشكال الجمالية، كما استخدمت الأخشاب في عمل الأسقف. وسعت وكالة الآثار والمتاحف إلى إنجاز ترميمه، إضافةً إلى تأثيثه وتوفير القطع التراثية المناسبة للبيت بالكامل، إلى أن أصبح في مصاف المعالم المهمة بمنطقة القصيم، ويرتاد المبنى آلاف الزوار على مدار العام من أبناء المنطقة ومن خارجها، وتجدول له الزيارات للوفود الرسمية وطلاب المدارس والكليات وغيرها حيث أصبح بوابة لعبور التاريخ. وينقسم البيت لعدة أقسام، إذ يوجد به قسم للرجال يحتوي على مجلسين أحدهما لاستقبال الضيوف في فصل الصيف، والآخر في الشتاء، كما تقدم القهوة أيضاً في «المعشى» وهو المكان المعد لتقديم الطعام، وفي أسفل المعشى توجد خلوة، من مميزاتها أنها دافئة في فصل الشتاء، وباردة صيفاً، إلى جانب هدوئها، حيث تعمل على عزل الصوت، وفيما يخص الإضاءة فهي عن طريق «المصاريع»، وهي نوافذ مفتوحة ومطلة على «الليوان»، وتتميز تلك المجالس بأنها مفتوحة من جهتين بقصد التهوية والإضاءة، كما يحتوي البيت على جناح مخصص لأعمال التجارة وتتوزع فيه الغرف على شكل «رواق» بأعمدة أسطوانية، وللبيت مدخل كراج لدخول السيارات المحملة بالبضائع والتي يتم تسويقها على تجار المدينة، ويوجد جناح خصص للأسرة ويتكون من جزئين، أحدهما للمعيشة، على شكل مربع مكشوف وواسع، والآخر لاستقبال الأقارب، كما توجد حديقة واسعة زرعت فيها النخيل والخضراوات والفاكهة. وقد تمت إضافة عروض من الموروث القديم داخل الحديقة مثل «القليب، والحسو، والسبيل، والمعشش، والتنور» وغيرها، ويحتوي البيت على فناء مخصص للماشية، كما يوجد العديد من الغرف بأهداف مختلفة، منها غرفة العروس القديمة بكامل محتوياتها، وغرفة خصصت للولادة، وأخرى لحلي المرأة، كما يوجد غرفة للأسلحة القديمة بأشكال وأحجام مختلفة، وغرف للتمريض القديم بأدواته كافة، وغرفة «للرحى» وجوارها غرفة لكنز التمر بما يسميه الأهالي «الجصة». وبيت البسام من أكبر المتاحف في نجد، نظمت فيه العديد من البرامج الثقافية والترفيهية في العديد من المهرجانات والمناسبات الوطنية والاجتماعية، وأقيمت فيه فعاليات ومعارض متنوعة على مدار السنوات الماضية، كان منها برامج نسائية للتعريف بتراث الآباء والأجداد، وضم أركاناً للأسر المنتجة، وفعاليات للحرف والمأكولات الشعبية، ومزادات للتراث الشعبي، التي تلقى إقبالاً منقطع النظير، وأجنحة للفن التشكيلي للفنانات التشكيليات، ومعرضاً للصور القديمة، كما نظمت فيه العديد من الأمسيات الشعرية. معلم تاريخي في القصيم اهتمام وكالة الآثار داخل البيت أحد المجالس
مشاركة :