مثقفون: 160 مليون ريال تضع الكرة في ملعب الأندية الأدبية لصياغة برامج ثقافية

  • 2/9/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد خزائن 16 ناديا أدبيا في مختلف مناطق المملكة لاستقبال 160 مليون ريال، بواقع عشرة ملايين ريال لكل ناد، وهو ما اعتبره عديد من المهتمين في الشأن الثقافي تحدياً حقيقياً للأندية في صياغة برامج ثقافية تسهم في تفعيل أنشطتها، مضيفين أن الكرة الآن في ملعب الأندية، ولم يعد في إمكانها أن تعزو ضعف برامجها لقلة الإمكانات المادية، مضيفين أن استثمار جزء من الدعم يسهم في تغطية مصاريفها، ولا سيما أن لائحة الأندية الأدبية منحتها صلاحية استثمار ما لا يزيد على 30 في المائة من موارده المالية. وأكد الدكتور أحمد قران الزهراني مدير عام الأندية الأدبية لـ"الاقتصادية" أن دعم الحركة الثقافية في السعودية عبر تخصيص عشرة ملايين ريال منحة لكل ناد جاءت لتؤكد انطلاقة مرحلة ثقافية جديدة، مضيفاً أن هذا الدعم يدل على الاهتمام بالثقافة والمثقفين في المرحلة القادمة، ومشيراً في ذات السياق أن مجالس إدارات الأندية الأدبية ستعمل للاستفادة القصوى من هذا الدعم وتوظيفه لصالح الثقافة والمثقفين والسعي إلى استكمال وتطوير الأنشطة بكل أشكالها وتنوعاتها. من جهته، أكد الدكتور عبدالله السلمي رئيس النادي الأدبي في جدة أن الكرة الآن في مرمى المنفذين من القائمين على البرامج الثقافية، سواء في الأندية الأدبية أو المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، ووسائل الإعلام المختلفة، وكل منابر التوجيه، لافتاً إلى أنها ربما كانت مقصرة في السابق متذرعة بضعف الإمكانات. وقال السلمي "لم يعد أمام الأندية الأدبية أي عذر بعد أن كانت تشتكي من ضعف الموارد والميزانيات طوال الفترات الماضية، حيث باتت الآن تملك رصيداً كافياً، وتستطيع تقديم أنشطة أدبية وثقافية متنوعة على مدى الخمس سنوات القادمة". وهنا عاد الدكتور أحمد الزهراني ليؤكد تطلعه لاهتمام الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام بالجانب الثقافي داخليا وخارجيا، وتابع: "حتى نستطيع أن نعكس الصورة الحقيقية التي وصلت الثقافة السعودية المبنية على أصالة ثقافية تاريخية، ولا شك أن هذا الدعم قد جاء في وقت مهم في تاريخ الأندية الأدبية وسيكون لها أثر إيجابي على المشهد الثقافي السعودي"، وأوضح الزهراني أن الفترة القادمة ستشهد تعاونا مع الجمعيات العمومية ومجالس إدارات الأندية لوضع استراتيجية تخدم الثقافة والمثقفين داخليا وخارجيا. وتابع الزهراني حديثه قائلاً إن مراقبة مصروفات الأندية تخضع لنظام الجمعيات العمومية، التي تعتبر المرجع النهائي في اعتماد ميزانيات الأندية ولا تتدخل الوزارة إلا في حالة رفع الجمعية العمومية للوزارة بمخالفات مثبتة، حيث تعتبر الأندية الأدبية مستقلة إداريا وماليا وكأنشطة ثقافية، وبالتالي للجمعية العمومية ومجلس الإدارة كل الصلاحيات، واللائحة منحت الجمعية العمومية ومجلس الإدارة حق استثمار ما نسبته 30 في المائة من أموال النادي لكي تكون رافدا لميزانياتها، لافتاً إلى أن اللائحة الجديدة للأندية في مراحلها الأخيرة وستكون مختلفة ومعبرة عن الوسط الثقافي. وعلق الدكتور عبدالله السلمي رئيس أدبي جدة قائلاً: "إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل مؤرخ ومثقف بالدرجة الأولى، وبالتالي هم الثقافة حاضر عبر حياته ومراحل حياته التاريخية، ومن يجالس أو يستمع إليه عن قرب يدرك أنه مثقف بطبعه ومن خلال اطلاعه وانطباعاته، مضيفاً أن دعم الأندية الأدبية جاء في هذا السياق من خلال استشعار خادم الحرمين الشريفين من منطلقه الذاتي والوطني، ولا سيما أن المرحلة تقتضي صناعة أجيال ثقافياً وفكرياً، أكثر من أي وقت مضى، خاصة أننا نعيش في مراحل تحد وغرس مفاهيم وطنية، لصناعة جيل واع يدين بالولاء لهذا الوطن، لذا بات الهاجس الثقافي حاضراً لدى قيادتنا الرشيدة. وأضاف "الآن الملك سلمان يكرس مرحلة جديدة، وبالتأكيد لن يتوقف عن هذا الدعم، ونحن أمام مرحلة تاريخية، تصوري أن الأندية الأدبية أمامها تحد كبير، يجب أن تستحضر الدعم لا بمجرد الشكر والثناء وإنما الملك يريد عملاً، والتحدي أمامها الآن لديها الإمكانات والكوادر الكافية، والمجتمع لديه كوادر واعدة مثقفة متعاطية مع مستجدات الحياة، تبني جسورا مع العالم الآخر، بعيدة عن التطرف والغلو". ولفت رئيس أدبي جدة إلى عزم مجلس إدارة النادي تشكيل لجنة يرأسها أحد الرؤساء السابقين للنادي وأعضائها من الشباب، لوضع الآليات والبرامج ترسم لنادي جدة معالم عمل قادم مفيد مردوده مفيد للحركة الثقافية في المملكة، يتناسب مع كون النادي الأول تأسيساً على مستوى المملكة. من جانبه، أكد الدكتور عبدالله الحيدري رئيس النادي الأدبي في الرياض أن الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين بعشرة ملايين لكل نادٍ يعد مفاجأة سارة جداً، خصوصاً أنها جاءت في سياق الأوامر الملكية الكريمة التي أصدرها، إنها دعم الأندية الأدبية، حيث تمثل تقدير ولاة الأمر في هذه البلاد للعاملين والقائمين على الأندية الأدبية التي تدار من عام 1432 في مجالس إدارات منتخبة. وأوضح رئيس أدبي الرياض أنه ليس من الغريب أن تكون الأندية الأدبية في سياق اهتمام خادم الحرمين الشريفين في أول عهده الميمون، فهو قارئ متميز للتاريخ والأدب ومتابع للحركة الثقافية والأدبية، ولا يمكن أن ينسى المثقفون دعمه لمشروع "قاموس الأدباء والأدباء" الذي طبعته دارة الملك عبدالعزيز العام الماضي 1435 في ثلاثة مجلدات، ويعد من أهم الكتب التي وثقت تراجم الأدباء في المملكة وحصل على جائزة أفضل كتاب العام الماضي عندما حصد جائزة كتاب العام.

مشاركة :