بحث قادة غربيون مجددًا أمس الأحد مع الرئيس الروسي الملف الأوكراني في مؤتمر هاتفي رباعي، وشارك في هذه المحادثات الهاتفية بوتين ونظيراه الاوكراني بترو بوروشنكو والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل. وكان بوروشنكو رفع في مؤتمر صحافي السبت في ميونيخ جوازات سفر جنود روس دخلوا إلى أوكرانيا ليبرهن على «عدوان القوات الروسية ووجودها» في بلده. وقبل دقائق من ذلك، دعا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بوتين إلى البرهنة «بالأفعال لا بالأقوال على أنه مستعد للعمل من أجل تسوية سياسية للازمة. واعترفت ميركل وهولاند بعد خمس ساعات على عودتهما من موسكو، حيث اجريا مفاوضات استمرت خمس ساعات، بأنهما ليسا واثقين من النجاح في مبادرتهما للسلام. لكنهما أكدا أنه يجب الذهاب إلى النهاية في هذه «الفرصة الأخيرة» لأن الوضع على الأرض بات شديد التوتر. من جانبها دعت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، فريديريكا موجريني، لضرورة التوصل لحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، وقالت أمس الأحد أثناء انعقاد مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا: إنه على الرغم من أنه ليس معروفا إذا كانت مساعي السلام التي تم القيام بها في الأيام الأخيرة كانت ناجحة أم لا، «فإنه يتعين علينا المحاولة، وليس هناك بديل عن الحل الدبلوماسي»، وأوضح وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن مؤتمر ميونيخ للأمن لم يسفر عن مظاهر تقدم جوهرية في التغلب على الأزمة الأوكرانية، وقال أمس الأحد أثناء انعقاد المؤتمر: «لازلنا بعيدين عن التوصل لحل سياسي للأزمة الأوكرانية حتى بعد المفاوضات الأخيرة». وتابع الوزير الألماني: «لذا من المهم التفكير في شتى الخيارات». وفي الوقت ذاته أعلن عن رفضه مجددا لتوريد أسلحة لأوكرانيا، قائلا: «لا اعتبر ذلك أمرا شديد الخطورة فحسب، ولكنه سوف يسفر أيضا عن نتائج عكسية».وقتل خمسة جنود أوكرانيين على الأقل وسبعة مدنيين في الساعات الـ24 الأخيرة في شرق أوكرانيا. كما استؤنفت عمليات القصف على ديبالتسيفي إحدى النقاط الأكثر سخونة في النزاع، غداة هدنة قصيرة لإجلاء المدنيين. من جهة أخرى، أكد الجيش الأوكراني أن القوات الانفصالية و»الروسية» تقوم «بحشد قواتها من أجل هجوم على ديبالتسيفي وماريوبول» وهما مدينتان استراتيجيتان يسيطر عليهما الجيش الأوكراني. من جهته، أكد بوتين أن روسيا «لا تنوي خوض الحرب ضد أحد». وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جهته عن تفاؤل حذر. أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقال في مقابلة مع محطة أن بي سي الأمريكية أمس الأحد: إن الولايات المتحدة تفكر في مساعدة «إضافية» لأوكرانيا وتفضل حلا «سياسيا». من جانبها دعت رابطة الجيش الألمانية لتحسين تجهيز القوات لإمكانية الدخول في حالة طوارئ بسبب تفاقم الأزمة الأوكرانية، وقال رئيس الرابطة أندريه فونستر: «يتعين على من يرغب في السلام الاستعداد للحرب»، ولكنه أعرب في الوقت ذاته عن اتفاقه تماما مع رأي الحكومة الألمانية في أنه لا يمكن حل النزاع بين الانفصاليين المواليين لروسيا في شرق أوكرانيا وبين القيادة الأوكرانية من خلال التدخل العسكري، وفي سياق متصل أرسلت روسيا قافلة جديدة محملة بـ1800 طن من المساعدات إلى منطقة النزاع دونباس شرقي أوكرانيا. وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية في موسكو أن القافلة المكونة مما يزيد على 170 شاحنة كانت أمس الأحد على الحدود الروسية الأوكرانية.
مشاركة :