تمت اقالتي من عملي عندما تحولت ملكية الشركة التي كنت اعمل فيها «محاسبة» الى اخرى، وبذلك أصبحت أعيش في اقسى الظروف نتيجة فقدان مصدر رزقي الوحيد وتراكم الديون علي من كل حدب وصوب، وتبع ذلك حظر حسابي البنكي، وبذلك اصبحت في حالة يرثى لها. ورغم صعوبة وضعي المادي، الا انني ارفض مدّ يدي الى اي فرد من عائلتي، الا ان والدتي هي الوحيدة التي ترأف لحالي وتضيق على نفسها؛ من اجل منحي بضعة دنانير بسيطة، ورغم ذلك فانني ارفض تبيان حاجتي وفاقتي لها؛ لان القليل الذي تحصل عليه من الجهات الحكومية بالكاد يفي احتياجاتها المعيشية. لقد طرقت باب وزارة العمل اكثر من مرة علها توفر لي وظيفة تناسب مؤهلاتي وقدراتي، الا ان غالبية اصحاب الاعمال يرفضون توظيفي لان عمري تجاوز الاربعين حيث يخشون تقاعدي بعد سنوات بسيطة، وفي لقاء خاص مع وزير العمل، اكد لي ان الوزارة لايمكنها اجبار اصحاب الاعمال على توظيف المواطنين ولكنها ترشح اسماءنا فقط للعمل لديها. ولان كل الابواب أغلقت مفاتيحها في وجهي فليس امامي سوى مناشدة سمو رئيس الوزراء الموقر، وأصحاب الخير، لمساعدتي بمبلغ أو قرض حسن حتى اتمكن من شراء «باص» للعمل في مهنة التوصيل فهي الوظيفة الوحيدة التي يمكنني العمل من خلالها لتسديد ديوني وحفظ ماء وجهي.. فهل يتحقق لي هذا الحلم البسيط؟ البيانات لدى المحررة