أبوظبي: عدنان نجم اختتمت أمس فعاليات منتدى الطاقة العالمي من المجلس الأطلسي الذي أقيم في أبوظبي في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي شهد اجتماعاً لصنّاع السياسات وقادة الصناعة الإقليميين والدوليين لمناقشة تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على أجندة الطاقة. ركّز المنتدى هذا العام على أربعة مواضيع رئيسية، هي مستقبل النفط، والتحول الرقمي بمجال الطاقة وجهود التنويع التي تقوم بها الشركات والدول المنتجة للطاقة، بالإضافة إلى التركيز على جانب الطلب والابتكار بمجال الطاقة في دول شرق وجنوب آسيا. وكان سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة في دولة الإمارات، قد افتتح منتدى الطاقة العالمي بكلمة رحّب خلالها بالمشاركين، وتم الحديث حول أجندة الطاقة لعام 2019. ثم ألقى الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» كلمة في المنتدى. وشملت قائمة المتحدثين في يوم الافتتاح كلاً من مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والكيماويات في شركة مبادلة للاستثمار؛ وإرنست مونيز، الرئيس والرئيس التنفيذي لمبادرة الطاقة المستقبلية، ووزير الطاقة الأمريكي الأسبق. وتناول مونيز في كلمته تأثير تقنيات الطاقة الجديدة على القضايا الجيوسياسية. وفي اليوم الثاني من المنتدى، ألقى خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية، كلمة أمام المشاركين في المؤتمر أشار فيها إلى آخر مستجدات برنامج تحول الطاقة ضمن رؤية المملكة لعام 2030 وحالة أسواق النفط. وعُقدت بعد ذلك جلسة نقاشية تحدث خلالها فريدريك كيمب، الرئيس والرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي الأمريكي. كما تضمن اليوم الثاني مناقشات حول إزالة الكربون من النفط والغاز، ومستقبل النفط الصخري، فضلاً عن الجلسة الختامية حول تحالف فيينا، بحضور كل من سهيل المزروعي ومحمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). ويعد منتدى الطاقة العالمي في عامه الثالث التجمع الدولي الأول لقادة الحكومات والصناعة وقادة الفكر لوضع أجندة الطاقة العالمية للعام الجديد، وتوقع التغيرات الهائلة في عالم الطاقة، ومناقشة سبل التعامل معها. من جهة أخرى، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أمس الأحد إن السوق النفطية «على الطريق السليم» وستعود للتوازن بسرعة لكن المنتجين مستعدون لعمل المزيد عند الحاجة، متوقعاً استعادة التوازن في أسواق النفط خلال الربع الأول من العام الحالي. وأضاف «ننظر لما وراء صخب البيانات الأسبوعية وسلوك المضاربين الأشبه بسلوك القطيع. مازلت مقتنعاً بأننا نسير على الطريق السليم وأن السوق النفطية ستعود سريعاً للتوازن». وقال «إذا وجدنا أن هناك حاجة لعمل المزيد فسنفعل بالاتفاق مع الشركاء في أوبك ومن خارجها حيث التعاون ضروري أيضاً». وقال الفالح إن مصادر ثانوية تشير إلى أن إنتاج أوبك في ديسمبر/ كانون الأول قل بالفعل بما يزيد على 600 ألف برميل يومياً عما كان عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال «نحن في السعودية تخطينا ما التزمنا به وقلصنا الإنتاج والصادرات»، وأضاف للصحفيين في وقت لاحق إنه لا يرى حاجة إلى عقد اجتماع استثنائي لأوبك قبل إبريل/ نيسان حيث من المقرر البت في سياسة الإنتاج لبقية 2019، وقال الفالح إن النفط الصخري الأمريكي لن يؤدي إلى كساد السوق بشكل دائم. ونقل موقع «العربية نت» عن الفالح القول، إن «السعودية ستبقى على سياستها بوجود طاقة نفطية احتياطية كافية لتحقيق الاستقرار في السوق. وبينما شدد الوزير على أن الطلب على النفط ما زال قوياً، فقد أوضح أن «ما نحتاج للقيام به هو الحد من نطاق التقلب في أسعار النفط». وفي شأن آخر، قال الفالح إن شركة أرامكو ستقرر خلال الأسابيع القليلة القادمة بشأن حجم السندات المقترحة لتمويل الاستحواذ على عملاق صناعة البتروكيماويات السعودي الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وأشار الفالح إلى أن الطرح لن يكون ضخماً، كاشفاً أن «أرامكو» بصدد إصدار سندات خلال الربع الثاني من العام الجاري وستكون دون العشرة مليارات دولار. كما قال الفالح إن السعودية تعتزم إنشاء مصفاة نفط بقيمة عشرة مليارات دولار بميناء جوادر الباكستاني المطل على المحيط الهندي. وتريد باكستان جذب استثمارات وغيرها من صور الدعم المالي لمواجهة أزمة العجز في ميزان المعاملات الجارية الذي تسبب فيه جزئياً ارتفاع أسعار النفط، وعرضت السعودية على باكستان العام الماضي حزمة بقيمة ستة مليارات دولار تضمنت دعماً لتمويل واردات الخام. وقال الفالح للصحفيين في جوادر إن السعودية تسعى لجعل النمو الاقتصادي لباكستان مستقراً من خلال تأسيس مصفاة نفط وإقامة شراكة مع باكستان من خلال الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان. وأضاف أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور باكستان في شهر فبراير/ شباط لتوقيع الاتفاق، وتابع قائلاً إن السعودية ستستثمر كذلك في قطاعات أخرى. وكانت وكالة الأنباء السعودية ذكرت أن الفالح أجرى محادثات، مع خان ووزير الموانئ علي زيدي خلال زيارة إلى ميناء جوادر أول أمس السبت، بشأن التعاون في مجالات التكرير والبتروكيماويات والتعدين والطاقة المتجددة. وأضافت الوكالة أن الزيارة استهدفت بحث الترتيبات النهائية لتوقيع مذكرات التعاون والتفاهم والاستثمار في مجالات التكرير، ومجالات أخرى. وأوضح الفالح في كلمته خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الأطلسي العالمي للطاقة، أنه لا يرى حاجة إلى اجتماع استثنائي لمنظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، قبل إبريل المقبل، حيث إن سوق النفط العالمي على الطريق الصحيح، متوقعاً أن يعود السوق للتوازن بسرعة. وأفاد بأن النفط الصخري الأمريكي لن يؤدي لكساد السوق بشكل دائم، معرباً عن توقعاته بنمو الطلب على النفط بما بين 1.3و 1.5 مليون برميل يومياً هذا العام. وقال: «إن السعودية ستبقى على سياستها بوجود طاقة نفطية احتياطية كافية لتحقيق الاستقرار في السوق، ونحن على الطريق الصحيح والسوق النفطية ستعود للتوازن بسرعة». السعودية تستهدف 60 جيجاوات طاقة متجددة بحلول 2030 أكد الدكتور خالد بن صالح السلطان رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة أن هناك خططاً لإدخال الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بالمملكة العربية السعودية إذ نستهدف بحلول العام 2030 إنتاج 60 جيجاوات من الطاقة المتجددة 40 منها طاقة شمسية و20 جيجاوات من طاقة الرياح ومصادر أخرى. وقال على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية التاسعة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» المقامة ضمن أعمال أسبوع أبوظبي للاستدامة - إن هناك خطة قصيرة المدى خلال عام 2024 تستهدف إنتاج 27 جيجاوات من الطاقة المتجددة 20 جيجاوات منها من الطاقة الشمسية والمتبقي من طاقة الرياح. (وام) سهيل المزروعي: اجتماع أذربيجان يبحث أثر خفض الإنتاج في الأسواق أكد سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة، على هامش أعمال اليوم الثاني للمنتدى العالمي للطاقة بأبوظبي إن اللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج ستدرس في اجتماعها المتوقع انعقاده فبراير المقبل في أذربيجان مدى الالتزام بنسبة الخفض المتفق عليها بين الدول الأعضاء في «أوبك» والدول المستقلة من خارجها بقيادة روسيا، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع سيتم خلاله قياس أثر خفض الإنتاج في أسواق النفط بما يضمن تحقيق التوازن بين العرض والطلب. وأضاف أن أسواق النفط تشهد ارتدادا إيجابيا تدريجيا مشيرا إلى أن الاتزان في مستويات الإنتاج يخدم الدول المنتجة والمستهلكة للنفط. وقال إن توصيات الدورة الثالثة لمنتدى الطاقة العالمي تركز على دور الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط بالإضافة إلى وضع الأسواق العالمية. (وام)
مشاركة :