قفزة نوعية للشراكة الاستراتيجية القطرية الأمريكية

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- إبراهيم بدوي: أكدت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية على عمق وأهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين، وعلى رغبتهما في تطوير علاقات التعاون إلى آفاق أوسع بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين. وشدد البلدان على أهمية انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الثاني هنا في الدوحة والذي يعكس العلاقات التاريخية بين البلدين ويسهم في تطوير التعاون في المجالات كافة. وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الشراكة الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية، شراكة صلبة قائمة على أسس متينة من التفاهم والمصالح المشتركة. وأعرب سعادته في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو بمناسبة انعقاد الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الثاني في الدوحة أمس، عن تطلعه إلى نتائج ملموسة لهذا الحوار، لتشهد الدوحة وواشنطن قفزة نوعية في العلاقات الاستراتيجية بينهما. وقال: إن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي الثاني يعبر ويعكس العلاقات التاريخية بين بلدينا والتحالف الذي بني خلال العقود السابقة. وأضاف سعادته: جئنا لنبني على مخرجات الحوار الاستراتيجي الأول لافتاً إلى انعقاد ٧ جلسات بين مسؤولي البلدين لمناقشات موسعة في كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والسياسية والأمنية والدفاعية. شراكة صلبة وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن شراكتنا مع الولايات المتحدة هي شراكة صلبة على أسس متينة، مبنية على التفاهم والمصالح المشتركة بين بلدينا مشيراً إلى أنه تم التوقيع على ٣ اتفاقيات في مجالات التعليم والثقافة ومذكرة تفاهم بخصوص دعم نشاطات الدفاع في قاعدة العديد معرباً عن تطلعه إلى نتائج ملموسة لهذا الحوار، لتشهد علاقاتنا الاستراتيجية قفزة نوعية. ونوه سعادته، باجتماعه الثنائي مع وزير الخارجية الأمريكي وتناول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك وخصوصاً القضايا الإقليمية وقضايا الأمن الإقليمي بداية من مجلس التعاون الخليجي وعملية السلام في الشرق الأوسط وعملية المصالحة في أفغانستان وقضايا أخرى مثل سوريا ومكافحة الإرهاب. وأعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن تطلعه لأن تكون مخرجات هذا الاجتماع تأسيساً لمرحلة جديدة أقوى للعلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة وأن يستمر التنسيق السياسي بينهما في كافة قضايا الأمن الإقليمي التي تهم البلدين.   وزير الخارجية الأمريكي: الاتفاقيات الجديدة تعمق علاقاتنا المتبادلة نشكر قطر على إسهاماتها في مكافحة الإرهاب ركزنا على تعزيز شراكتينا الأمنية والدفاعية مذكرة تفاهم لدعم نشاطات الدفاع في قاعدة العديد   أشاد سعادة مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي بالدور الذي تقوم به قطر، وقال: إن قطر صديق عظيم للولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن الرئيس دونالد ترامب عندما استضاف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في البيت الأبيض العام الماضي، قال إن هناك أشياء متميزة تحدث في هذه العلاقة ولقد اتخذت حكومتا البلدين خطوات ملموسة لتطبيق الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها العام الماضي في الجولة الأولى للحوار الاستراتيجي في واشنطن بما في ذلك في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة الاتجار بالبشر والأمن السيبراني وغيرها. وأضاف الوزير بومبيو: توصلنا إلى عدة اتفاقيات وسوف تعمق علاقاتنا المتبادلة ولقد ركزنا أولا وقبل كل شيء على شراكتينا الأمنية والدفاعية ووقعنا مذكرة تفاهم جديدة حول توسيع وجودنا في قاعدة العديد الجوية والتي بدأنا بمناقشتها العام الماضي. وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن شكره لدولة قطر لاستضافتها قاعدة العديد الأمريكية قائلا: بصفتكم مستضيفاً لأفراد الجيش الأمريكي، فإن هذه القاعدة هي ركيزة مهمة للأمن الدفاعي الأمريكي ونشكر قطر على التزاماتها لتحسين وتحديث هذه القاعدة. كما أشاد الوزير الأمريكي بجهود قطر في مكافحة الإرهاب وإسهاماتها في التحالف لدحر داعش، لافتا إلى أهمية مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان لمكافحة الإرهاب وتمويله. وأكد أن الجهود القطرية الأمريكية سمحت بتوقيع اتفاقيات لاستهداف تمويل الإرهاب بصورة أفضل. وفي سياق آخر أكد الوزير بومبيو على أهمية وحدة الدول أعضاء مجلس التعاون الخليجي لافتاً إلى أن الرئيس ترامب يؤمن بأهمية إنهاء هذا الخلاف، وأن النقاش مستمر، وأضاف: قمت بإثارة هذا الأمر مع سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه بالإضافة للدفاع والأمن ناقشنا جهودنا في مجال التجارة والاستثمار لافتا إلى وجود الكثير من الشركات الأمريكية التي تعمل في قطر. وأكد أن جهود قطر في تعزيز الشفافية وحماية العمال الأجانب كانت محل اهتمام مباحثات الجانبين وأن هناك اتفاقيات أخرى نأمل أن تأتي بثمار جيدة في مجال التعليم وتعزيز الفرص التعليمية. وغادر سعادة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الدوحة أمس. وكان في وداع سعادته لدى مغادرته مطار الدوحة الدولي، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، والسيد ويليام جرانت القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة لدى الدولة.   مقتل خاشقجي جريمة غير مقبولة .. ونسعى للحقيقة   عن المتوقع من محادثاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خاصة حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ما زلنا ندخل في نقاشات معه، وهي جريمة غير مقبولة، وسوف نتحدث عن هذا الأمر والحصول على جميع الحقائق من جانب السعوديين وأيضا من الولايات المتحدة.   تواصل الجهود الأمريكية لحل الأزمة الخليجية   قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول الأزمة الخليجية إننا نكون أقوياء فقط حين نعمل سوياً وهذه النزاعات بين دول لديها أهداف مشتركة لا تسمح بأن تكون هناك استجابة قوية ومرنة للأعداء المشتركين والتحديات المشتركة. وأضاف: إن النزاعات بين الدول تخلق تحديات عندما نحاول بناء تحالفات ولذلك فإن وحدة مجلس التعاون مهمة في الأسابيع أو الأشهر القادمة. وأكد الوزير بومبيو أن استقالة أنتوني زيني المبعوث الأمريكي لحل الأزمة الخليجية لا تعكس أي تغير في سياسة وجهود واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتزاماتها في المنطقة، وقال إن زيني قرر الاستقالة وسوف نستمر في الدخول بحوارات قوية مع الدول المختلفة. وقال عن التداعيات الإنسانية للأزمة الخليجية إنه فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية هنا وفي مناطق أخرى فإننا نعتقد أن الولايات المتحدة هي الأولى ليس فقط فيما يتعلق بمقدار الأموال التي نقدمها في الأزمات الإنسانية ولكننا سوف نستمر في التأكد من استجابتنا للتحديات الإنسانية أينما تحدث.     جهود الوساطة القطرية مستمرة وفاعلة   أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن نشاط الدبلوماسية القطرية مستمر ولم ينقطع، سواء كان من خلال المؤتمرات أو من خلال الدبلوماسية القطرية التي تعمل في ملفات كثيرة ومنها ملف دارفور الذي مازال قائما ومستمرا بالوساطة القطرية، لحث الأطراف الأخرى للانضمام إلى اتفاق الدوحة، وكذلك تشارك قطر بشكل فعال ونشط في المصالحة الأفغانية، خصوصاً مع استضافة قطر للمكتب السياسي لحركة طالبان. ونعمل سوياً مع شركائنا في الولايات المتحدة لتحقيق السلام في أفغانستان. وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى استمرار التشاور بين قطر والولايات المتحدة وحلفائنا وأصدقائنا من الدول الأخرى حول ملفات أخرى سواء القضية السورية أو عملية السلام في الشرق الأوسط. وشدد سعادته على أن الدبلوماسية هي الخيار لحل الأزمات ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي تعاني منها الشعوب، وأن ذلك من القواسم المشتركة بين سياسة دولة قطر وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

مشاركة :