كشف الدكتور نضال أحمد أسعد، رئيس قسم أمراض القلب بمستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية، عن استحداث وحدة جديدة في مؤسسة حمد تضم فريقاً متخصصاً من أطباء القلب وأطباء علاج الأورام السرطانية، للعمل على تقديم رعاية طبية متكاملة لمرضى السرطان، تهدف في المقام الأول إلى تجنّب إصابة المريض بمضاعفات في القلب نتيجة الأدوية الكيميائية أو الإشعاعية. وقال الدكتور أسعد، في تصريح للصحافيين على هامش مؤتمر للأورام وأمراض القلب: «إن الوحدة المستحدثة تُعتبر من التخصصات الحديثة في العالم، وقد أُنشئت ما بين مستشفى القلب والمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، وتُعتبر الأولى على مستوى الخليج؛ حيث تضم كادراً من أطباء متخصصين في أمراض القلب وأمراض الأورام وأمراض الدم والإشعاع والأدوية الكيميائية، يناقشون بشكل دقيق حالة مريض السرطان للحصول في النهاية على أفضل نتائج من ناحية الشفاء التام أو التقليل من تطور المرض أو حدوث مضاعفات أو أعراض جانبية». وأشار إلى أن هناك تعاوناً ما بين مؤسسة حمد الطبية ومستشفى رويال برومبتون في المملكة المتحدة، وهناك تواصل تقريباً بشكل مستمر ما بين المركزين في الارتقاء بخطط العلاج للحصول على أفضل نتائج. وعُقد المؤتمر الأول لعلم الأورام وأمراض القلب بالشراكة مع المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ومستشفى القلب، بحضور أكثر من 90 باحثاً وباحثة، ناقشوا آخر ما توصّل إليه العلم في مجال علوم أمراض الأورام وأمراض القلب. وأوضح أن العلاج الكيميائي أو غيره من الأدوية المستخدمة في علاج السرطان ليس حتمياً أن تصيب عضلة القلب إذا ما تم اتباع نظام طبي محدد في العلاج؛ حيث إن الاكتشاف المبكر والفحوصات الدورية تُنذر بوجود مضاعفات في القلب من عدمه أو احتمال إصابة القلب، وبالتالي وفي هذه الحالة يتم إعطاء أدوية السرطان بجرعات أخف، إلى جانب إمكانية إعطاء المريض أدوية للقلب للوقاية من حدوث أعراض جانبية. وأضاف أن أي مريض يخضع لعلاج السرطان يجب أن يخضع أيضاً لفحص دوري على القلب، وهو بروتوكول متّبع للعلاج في قطر؛ ولذلك فإن الوحدة المشتركة بين مستشفى القلب ومركز علاج وأبحاث السرطان سيكون لها صلاحية في متابعة جميع المرضى المعرّضين لتأثّر القلب لديهم نتيجة العلاج من مرض السرطان. د. محمد أسامة الحمصي: ضرورة اكتشاف مضاعفات القلب في وقت مبكر قال الدكتور محمد أسامة الحمصي، رئيس قسم أمراض الدم والأورام بالإنابة بمؤسسة حمد الطبية، أن اكتشاف أية مضاعفات على القلب نتيجة استخدام أدوية العلاج من السرطان بشكل مبكّر، يساعد الفريق الطبي في تحديد نوعية الأدوية والجرعات المناسبة لكل مريض حتى لا يتأثر القلب بالعلاج. وأشار إلى أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه، وهو يُعقد بالشراكة بين المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان ومستشفى القلب، وبالتعاون مع مركز السدرة للطب، وبحضور متخصصين من مستشفى رويال برومبتون من المملكة المتحدة، ومتخصصين من جمهورية التشيك؛ لتناول هذه القضية. وسيسمح المؤتمر بتطوير العلاجات التي تُعطى لمرضى السرطان من ناحية عدم تأثيرها على قلب المريض. وأوضح الدكتور الحمصي أن مرض السرطان أصبح من الأمراض القابلة للشفاء، وهناك الاستراتيجية الوطنية لعلاج الأورام في قطر، وجهد كبير يُبذل في هذا الإطار لحماية المرضى من أية مضاعفات أخرى؛ نتيجة تناولهم أدوية الأورام، ويتم إعطاؤهم أفضل العلاجات التي تم التوصل لها في طب الأورام، وبالتالي فإن هناك تحسناً كبيراً على مستوى علاج مرض السرطان في قطر، وأن عدد المتعافين من المرض في ازدياد كبير. وأشار إلى أنه على سبيل المثال فإن نسبة الشفاء من سرطان الثدي في قطر ارتفعت إلى 85 %، وذلك فيما يتعلق بسرطان الثدي في جميع مراحله. أما نسبة الشفاء من سرطان الثدي إذا ما تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، فإن نسبة الشفاء تصل إلى 100 %. وقال الدكتور الحمصي إن علاج مرضى السرطان حالياً في قطر يتم بالتواصل أيضاً مع أصحاب الاختصاص من أطباء القلب، وذلك لاكتشاف ما إذا كانت هناك خطورة محتملة لإصابة مريض السرطان بأية مضاعفات في القلب، وبالتالي تتم متابعتهم بشكل دقيق مع الحرص على تقديم العلاج المناسب مع كل حالة. إضافة جديدة للمنظومة الصحية في المؤسسة أكد الدكتور نضال أحمد أسعد أن وجود فريق طبي يجمع أطباء القلب وأمراض الأورام يسمح بمناقشة وضع مريض السرطان، وقابلية إصابته بمضاعفات في القلب؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحديد العلاج الأفضل للورم السرطاني، وكذلك العلاج الأفضل للقلب أو حمايته من الأدوية المستخدمة في علاج السرطان. وأشار إلى أن الفريق يعمل في الوقت الحاضر على مناقشة وضع المريض وقابلية إصابة القلب التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الكثير من المضاعفات التي يعمل الأطباء على تجنّبها. وشدد على أن وجود هذه الوحدة المشتركة من أطباء القلب والأورام يُعتبر إضافة جديدة إلى المنظومة الصحية في مؤسسة حمد الطبية، ونقلة نوعية في علاج مرضى السرطان.;
مشاركة :