غموض يكتنف مصير الرهينة الأميركية ورواية عن حكم «داعش» بإعدامها

  • 2/9/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

استمر إلى مساء أمس الغموض الذي يحيط بمصير رهينة أميركية بعدما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مقتلها في غارة لقوات التحالف الدولي - العربي على منطقة الرقة في شمال شرقي سورية، في حين يتواصل القصف على مواقع لهذا التنظيم المتطرف. وأعلنت واشنطن أنها لا تملك أي دليل على مقتل العاملة في المجال الإنساني كايلا جان مولر التي خطفت في حلب شمال سورية في آب (أغسطس) 2013، في حين أعرب أهلها عن الأمل بأن تكون لا تزال على قيد الحياة ودعوا المتطرفين إلى الاتصال بهم. وكان «داعش» أعلن في بيان بثته مواقع متطرفة الجمعة أن «طيران التحالف الصليبي المجرم قام بقصف موقع خارج مدينة الرقة أثناء أداء الناس لصلاة الجمعة (...) وتأكد لدينا مقتل أسيرة أميركية بنيران القذائف الملقاة على الموقع». والبيان الذي حمل عنوان «الطيران الأردني الخائب» وتحدث نصه عن «طيران التحالف الصليبي»، لم يتضمن صوراً لجثمان الرهينة بل لمبان مدمرة كتب تحت واحد منها «البناء الذي دفنت تحت ركامه الأسيرة الأميركية». وقالت برناديت ميهان الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الجمعة: «نحن قلقون جداً من هذه المعلومات»، لكنها أضافت: «ليست لدينا في الوقت الحاضر أي إشارة ملموسة تؤكد ما أورده تنظيم الدولة الإسلامية» حول مقتل الرهينة الأميركية. وأعرب ذوو الرهينة الأميركية كارل ومارشا مولر عن «أملهم» في أن تكون ابنتهم ما زالت على قيد الحياة، ودعوا في بيان بثته شبكة «أن بي سي نيوز» في وقت متأخر الجمعة خاطفيها إلى الاتصال بهم. وأضاف والدا الشابة «قلتم لنا إنكم تعاملون كايلا معاملة ضيفة. وبصفتها ضيفة، تقع على عاتقكم مسؤولية سلامتها وراحتها». ميدانيا، قال قائد سلاح الجو الملكي الأردني اللواء الركن الطيار منصور الجبور أمس إن مقاتلات أردنية شنت 56 غارة خلال ثلاثة أيام من القصف العنيف الذي استهدف معقلاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال شرقي سورية. وأضاف في مؤتمر صحافي أن القوات «حققت أهدافها ودمرت مراكز لوجيستية ومخازن سلاح واستهدفت مخابئ» عناصر التنظيم المتشدد. وكان الجيش الأردني أعلن في بيان إن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني هاجمت السبت مواقع ومراكز تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية وأحالتها إلى دمار». وقال البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الأردنية: «وفاء للعهد الذي قطعته القوات المسلحة الأردنية على نفسها وباسم جميع الأردنيين بالرد على الفعل المشين الذي نفذته العصابة الإرهابية، أقلعت في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم (08,00 ت غ) أسراب من مقاتلات من سلاح الجو الملكي الأردني وهاجمت مواقع ومراكز التنظيم الإرهابي وأحالتها إلى دمار». وقال وزير الداخلية الأردني الفريق الركن حسين المجالي في تصريحات نشرت السبت إن الضربات الجوية الأردنية ضد معاقل التنظيم هي «بداية عمليات مستمرة للقضاء عليهم ومسحهم نهائياً». من جهتها، قالت القيادة المشتركة للتحالف الدولي - العربي إن 11 ضربة جوية استهدفت الجمعة والسبت مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية والعراق وبعضها استهدف الرقة في شمال سورية. وأعلنت الإمارات العربية المتحدة السبت أن سرباً من مقاتلات أف-16 تابعاً لسلاح الجو الإماراتي سيتمركز في الأردن لدعم هذا البلد «الشقيق» في ضرباته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وهذا الإجراء الذي اتخذه ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يرمي إلى «دعم المجهود العسكري للقوات المسلحة الأردنية الباسلة ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي المتوحش». من جهة أخرى، صرح مسؤول أميركي كبير مساء الجمعة في ميونيخ بعد اجتماع لوزير الخارجية جون كيري مع وزراء من دول الخليج أن الإمارات ستستأنف على الأرجح مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وكانت الإمارات علقت مشاركة طيرانها بعد أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد ذلك حرقاً. في واشنطن، قال ناشط أميركي مسلم إن «داعش» أصدر العام الماضي حكماً بإعدام الرهينة الأميركية. وأضاف الناشط موري سالاخان إن التنظيم خطف عاملة الإغاثة كايلا مويلر و «حكم عليها في بادئ الأمر بالسجن مدى الحياة رداً على اعتقال امرأة باكستانية في تكساس». ويقود الناشط حملة أميركية للإفراج عن المرأة الباكستانية. ولم تذكر عائلة مويلر تفاصيل أي اتصال مع الجماعة المتشددة ولم يتسن لـ «رويترز» التحقق من معلومات الناشط الأميركي. وقال الناشط إن الجماعة هددت الصيف الماضي بقتل مويلر. وكان أشار للمرة الأولى إلى «الحكم» على مويلر في رسالة مفتوحة للجماعة نشرها العام الماضي. وأضاف أنه في 12 تموز (يوليو) أبلغ المتشددون عائلة مويلر بأنها ستعدم خلال 30 يوماً إذا لم يتم الإفراج عن الباكستانية عافية صديقي المتخصصة في علم الأعصاب أو إذا لم تدفع العائلة الأميركية فدية قدرها خمسة ملايين يورو (6.6 ملايين دولار). وقال سالاخان إن المعلومات الخاصة بالتهديدات جاءت من ممثل عن عائلة مويلر. ولم تنفذ الدولة الإسلامية فيما يبدو حكم الإعدام بعد أن كتب سالاخان وقس من أريزونا رسالتين مفتوحتين لـ «داعش». ورفضت عائلة عافية صديقي محاولة «الدولة الإسلامية» الربط بين القضيتين وقالت إنها لا تريد لمويلر أن تعاني. وقال سالاخان: «أعتقد أن الرسالتين اللتين كتبتا بعد ذلك التهديد نقلتا من عائلة عافية ومنا وأعتقد أن تلك الرسالتين وصلتا إلى تنظيم الدولة الإسلامية». وأضاف من دون الخوض في التفاصيل إن عائلة مويلر لها قناة اتصال مع التنظيم المتشدد. وتقضي عافية صديقي عقوبة السجن لمدة 86 عاماً في مركز طبي تابع للسجن في تكساس. وإدانتها هيئة محلفين في عام 2010 بمحاولة إطلاق النار وقتل مجموعة من ضباط مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) وجنود أميركيين ومترجمين كانوا على وشك استجوابها في أفغانستان في شأن صلات مزعومة لها مع تنظيم «القاعدة». ويرفض البيت الأبيض التفاوض من أجل الإفراج عن رهائن أو دفع فدى يطالب بها تنظيم «الدولة الإسلامية».

مشاركة :