ماكرون يوجه خطاباً إلى الفرنسيين اليوم وسط تصاعد احتجاجات "السترات الصفراء"

  • 1/14/2019
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يُوجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين رسالةً إلى الفرنسيّين يدعوهم فيها إلى المشاركة في نقاش وطني كبير بهدف الخروج من الأزمة التي تسبّب بها تحرّك "السُترات الصفر" والتي تضغط منذ نحو شهرين على حكومته. ويؤكد ماكرون في هذه الرسالة، أنّ النقاش الذي ينطلق الثلاثاء "ليس انتخابات ولا استفتاء"، ويدعو "أكبر عدد" ممكن من الفرنسيّين إلى المشاركة فيه. كما يعد ماكرون بأنه "سيستخلص كُل الاستنتاجات" الممكنة من هذا النقاش غير المسبوق. وغداة سبتٍ تاسع من التظاهرات التي نظمها تحرك "السترات الصفراء" وشهدت إعادة تعبئة في صفوفه، سيؤكد الرئيس الفرنسي أنّ مقترحات الفرنسيّين "ستسمح ببناء عقدٍ جديد للأمة وبتنظيم عمل الحكومة والبرلمان وكذلك مواقف فرنسا على المستويين الأوروبي والدولي". وفي رسالته الطويلة، يُعلن الرئيس الفرنسي أنّه "سيُقدّم تقريرًا" عن هذا النقاش بعد انتهائه، على أن يطرح خلاله سلسلةً من نحو ثلاثين سؤالاً حول مواضيع مثل الديموقراطيّة والتحوّل الإيكولوجي والضرائب والهجرة. ويؤكّد ماكرون في رسالته أنّه لن تكون هناك "أسئلة ممنوعة"، وسيقول "أعتزم أن أحوّل معكُم الغضب إلى حلول". من جهته، قال وزير العلاقات مع البرلمان مارك فيسنو الأحد "أنا واثق بأنّ الرئيس سيطرح ما يكفل عودة الحوار" خلال هذا النقاش "الفريد في التاريخ الفرنسي". ويتحدر ناشطو "السُترات الصفراء" من طبقات شعبيّة ومتوسّطة، وقد نزلوا إلى الشّارع للتنديد بسياسات الحكومة الماليّة والاجتماعيّة. وتمكّنوا السبت من حشد 84 ألف شخص في كلّ أنحاء فرنسا، في مقابل نحو خمسين ألفًا الأسبوع الذي سَبقه، بحسب وزارة الداخليّة. وكان ماكرون وعد بهذا النقاش في ديسمبر الماضي، لدى إعلانه إجراءات عدّة تجاوبًا مع تحرّك "السترات الصفر". ويُريد ماكرون من رسالته هذه، دعوة الفرنسيّين إلى الاستفادة من فرصة الحوار. وقرّر التوجّه الثلاثاء إلى منطقة نورماندي في غرب البلاد، في إطار إطلاق هذا النقاش. في السياق ذاته، قال أحد الوزراء رافضًا كشف اسمه "لكي يأتي الناس، لا بُدّ من وجود نظام، وأن يكون هناك حقد أقلّ"، معتبرًا أنّ رسالة الرئيس "ستُقدّم إطارًا من دون إعطاء شعور بالانغلاق". وقال سكرتير الدولة منير محجوبي "هناك وعي فعليّ لما يحصل، وسيتغيّر كلّ شيء مع هذا النقاش". في الإطار نفسه، قال أحد المقرّبين من ماكرون "المحكّ يكمن في أن تؤكّد الرسالة أنّ النقاش يمكن أن يكون مفيدًا". كما قال فرنسوا بايرو المسؤول في حزب الحركة الديموقراطيّة الوسطي "بالنسبة إلى المجتمع الفرنسي، فإنّ النقاش يمكن أن يكون مهماً جداً ومفيداً، حتّى لو أنّ كثيرين سيسعون إلى عرقلته". ويُتوقّع أن يشرح رئيس الحكومة إدوار فيليب الإثنين كيفيّة إقامة هذا النقاش. كما طرحت فكرة إنشاء "لجنة ضامنين" قد يترأسها شخص مثل "المدافع عن الحقوق" والوزير السابق جاك توبون، أو المفوّض الأعلى لإصلاح نظام التقاعد جان بول ديليفوي.

مشاركة :