نظمت مكتبة قطر الوطنية في الأسبوع الماضي محاضرة بعنوان «رحلة رقمية إلى الماضي: نظرة على سجلات مكتبة قطر الرقمية»، تعرَّف من خلالها الباحثون والمؤرخون والجمهور العام على الوثائق والمخطوطات الجديدة التي تتم إضافتها باستمرار إلى مكتبة قطر الرقمية (www.qdl.qa) والتوسع المستقبلي لهذه المكتبة الرقمية خلال السنوات المقبلة. وقد سلّط الدكتور جيمس أونلي، مدير شؤون البحوث التاريخية والشراكات بالمكتبة، خلال المحاضرة، الضوء على مساهمة المكتبة الرقمية في تعزيز البحوث التاريخية حول منطقة الخليج، وقال: «بينما منطقة الخليج هي أقل منطقة في العالم العربي بحثاً ودراسة، كانت قطر، بدورها، هي أقل دولة خليجية تتناولها الكتابات والدراسات التاريخية». وأرجع أسباب ذلك، على حدِّ قوله، إلى أن السجلات الأرشيفية والوثائق التاريخية حول قطر ومنطقة الخليج كانت مبعثرة ومتناثرة بين مختلف المتاحف والمكتبات حول العالم، وتعذر الاطلاع عليها لارتفاع تكلفة السفر إلى هذه المتاحف والمكتبات». وقال: «بفضل مكتبة قطر الرقمية، أصبحت قطر والخليج الآن أسهل مناطق الشرق الأوسط في الدراسة بالنسبة للباحثين والمؤرخين في قطر والعالم، الأمر الذي سوف يشجع الكثير من المؤرخين على تناول المنطقة في أبحاثهم ودراساتهم والكتابة عنها وعن ماضيها وتاريخها». وخلال السنوات الثلاث المقبلة، ضمن اتفاقية الشراكة القائمة مع المكتبة البريطانية، سوف تتم إضافة 900 ألف صفحة رقمية إلى مكتبة قطر الرقمية من مقتنيات ومجموعات المكتبة البريطانية من المواد التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج، والمخطوطات العربية والإسلامية في مجالات الطب والعلوم والفلك.  أوضح الدكتور جيمس أونلي أن كثيراً من هذه المواد المتعلقة بمنطقة الخليج سوف يرى النور لأول مرة منذ كتابتها قبل قرن مضى لأنها كانت غير مُفهرسة ومن ثم كان يصعب الوصول إليها. لافتاً إلى أن هذه المواد تتضمن وثائق لم تحظ بالاهتمام الكافي مثل سجلات سفن شركة الهند الشرقية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى منتصف القرن التاسع عشر، التي تؤرخ لمراحل اندماج منطقة الخليج في الاقتصاد العالمي». شارك في المحاضرة الدكتور ريتشارد ديفيز، رئيس مشروع الشراكة بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر، الذي علّق على المرحلة الثالثة من الشراكة بالقول: «سوف تكشف المرحلة الثالثة من الشراكة النقاب عن مجموعة أرشيفية مهمة بالمكتبة البريطانية لم تنشر من قبل، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير ينعكس على زيادة عدد الأبحاث والدراسات التي تتناول تاريخ منطقة الخليج».;