يعد الثاني عشر من يناير/كانون الثاني ليس كباقي الايام بالنسبة لأمازيغ الجزائر فعقارب الساعة ضبطت وكل شيء جاهز لاستقبال رأس السنة الأمازيغية أو ما يعرف بنّاير.وتقول سارة إحدى المختفلات برأس السنة الأمازيغية: “أسقاس أمقاز (عام سعيد بالأمازيغية) كل عام أنتم بخير/ نحن نحتفل بيناير ونطبخ سبعة أكلات مثل الكسكسي ونرتدي الزي الزي القبائلي والفضة مثلما أفعله أنا”.وبالنسبة لتاريخ هذه المناسبة يربطها البعض ببداية السنة الفلاحية وهو ما يبرز مدى تعلق الإنسان بالأرض وتسخير جهوده خدمة لها.ويقول محمد أرزقي فراد: كاتب وباحث في تاريخ الجزائر “كان لابد أن يظهر النضال لأجل إعادة الاعتبار للمكون الأمازيغي و ادى تراكم هذا النضال إلى استجابة الدولة الجزائرية بالإيجاب وتم ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ثم ترسيم ناير كعطلة مدفوعة الأجر”. تجندت هذه النسوة والعجائز من العاصمة إلى بومرداس وبالضبط في قرية تيزة لأكثر من عشرين ساعة متتالية لتحضير أزيد من ألف وثلاث مائة طبق كسكسي، أنها الوعدة مأدبة غذاء ضخمة تتجلى فيها اسمى مظاهر التكافل والتآز فكل الفوارق تذوب لرسم بداية سنة مباركة.وتقول الحاجة فتيحة إحدى المشاركات في تحضير مأدبة الغذاء (الوعدة): “أدينا صلاة العشاء وحضرنا إلى هنا لتجهيز الفول، اللفت والجزر ومختلف الخضر حتى نعد طبق الكسكسي فعادة ما نجهز من 1300 إلى 1400 طبق وهذه المرة لا ندري كم سيكون عدد الحضور”.مظاهر الاحتفال بناير متعددة والجزائر عاشت يوما مليئا بالفن ومسرح وشعر والرقص الفوكلوري فضلا عن قوافل تحاكي عادات وتقاليدا راسخة في هوية أحرار الأمازيغ. اختلفت الروايات والقصص حول بداية التأريخ ليناير لكنه يبقى مناسبة وحدث يجمع الجزائرين أمازيغ وعرب حول إرث تاريخي وعرقي وثقافي يفتخرون ويعتزون به.
مشاركة :