يحتفل الأمازيغ في الجزائر اليوم /الأحد/ برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2970، والتي يطلق عليها تسمية يناير، حيث يسبق التقويم الأمازيغي التقويم الميلادي بـ950 سنة.وهنأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون - عبر حسابه بموقع تويتر للتدوينات القصيرة - الشعب الجزائري؛ بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، قائلا: "بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2970 أتوجه لكل الجزائريات والجزائريين بالتهاني الحارة متضرعا للعلي القدير أن يجعلها سنة خير وبركات وبداية التغيير الحقيقي بإرساء أسس الجمهورية الجديدة".وتعني كلمة (يناير) باللغة الأمازيغية "إخف أوسغاس" وهي أول شهر في التقويم الفلاحي عند الأمازيغ، ولأصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 3 روايات الأولى أن اختيار هذا التاريخ من يناير رمز للاحتفال بالأرض والزراعة، مما جعلها معروفة باسم "السنة الزراعية"، والثانية هي الاحتفال بذكرى انتصار الملك الأمازيغي "شاشناق" على الملك رمسيس الثاني فرعون مصر، والثالثة هي أن سيدة عجوز سبت شهر يناير، وفضلت إخراج قطيع غنمها لترعاها رغم البرد الشديد، متحدية قوة الطبيعة، ففوجئت بعاصفة ثلجية جمدتها هي وغنمها، ومن ثمة بات ذلك اليوم يوما يُحتفى به، في تاريخ الأمازيغ.وتعتبر الجزائر أول دولة مغاربية تقرر اعتبار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، بعدما أصدر الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة، في ديسمبر 2017 قرارا باعتبار 12 يناير عطلة رسمية في سياق جهود الدولة الرامية إلى ترقية التراث واللغة الأمازيغية، وذلك بعدما أقر دستور 2016 اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية.وترتبط الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية بالأرض والزراعة، حيث يقام في الجزائر سنويا المهرجان التقليدي "إيراد" ويلبس فيه الأمازيغ الأقنعة ويتجولون في الأحياء السكنية مرددين أغاني ورقصات تراثية.ويبدأ الاحتفال مع غروب شمس يوم 11 يناير حيث يفضل الأمازيغيون ذبح ديك عند غروب الشمس ليكون وجبة العشاء في هذا اليوم، بينما يفضل البعض إعداد الأطباق الجزائرية التقليدية مثل الكسكسي والشخشوخة والرفيس والريتشة، وإضافة إلى الخبز بالأعشاب، وتوزيع الحلوى على الأطفال، ويتبادلون التهنئة بعبارة "أسقاز أمقاز" التي تعني سنة سعيدة باللغة الأمازيغية.وتشهد ولاية تيزي وزو التي تعد معقل منطقة القبائل الأمازيغية أكبر الاحتفالات بالعام الأمازيغي الجديد، حيث يتم ذبح ديك عن كل رجل ودجاجة عن كل امرأة، وديك ودجاجة معا عن كل امرأة حامل من العائلة، ويطهى الدجاج في قدر طيني واحد وعلى كل فرد في العائلة أن يأكل حصته كاملة.وفي الجزائر العاصمة تحيي العائلات القبائلية هذه الاحتفالات بأي نوع من الذبائح ولا يشترط الدجاج ولكن لابد أن يكون هناك لحم، لحماية العائلة من الأمراض والعين الحاسدة، كما أنها تقي أفرادها من المخاطر طول أيام السنة، حسب الاعتقاد السائد.وتقوم المرأة القبائلية بإعداد مأكولات تقليدية مختلفة يطلق عليها سكان منطقة القبائل اسم "أمنسي نيناير".وتحرص بعض العائلات على حلق رؤوس الأطفال الصغار الذين لم يمر عليهم العام، في احتفال تحضره العائلة مع ارتداء الطفل زيا خاصا مع إعداد حلوى والتي يتم توزيعها على الجيران أملا في حياة سعيدة للطفل.كما تحرص العائلات الغنية على إعداد أطعمة تقليدية وتوزيعها في حصص متساوية على الفقراء ويطلق عليها اسم "الوزيعة"، وتقام الوزيعة في مختلف أرجاء البلاد.وفي الجنوب الجزائري، يمتد احتفال بربر الطوارق برأس السنة الأمازيغية لأسبوع كامل ويطلق عليه اسم "الأسبوع الامازيغي"، حيث تجتمع كل قبائل الطوارق في مكان واحد ولمدة أسبوع كامل، ويقومون بتحضير الأطباق التقليدية في الفترات الصباحية، وفي المساء يتم توزيعها على كافة القبائل، وفي الليل تقوم الفرق الموسيقية بالغناء والرقص.وحرصت وزارة التربية الوطنية (التعليم) الجزائرية بتنظيم أنشطة فنية وثقافية بالمدارس في كافة المراحل للاحتفال بالموروث التاريخي والحضاري المتنوع بالجزائر .كما وجه المسؤولون الجزائريون التهنئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للجزائريين بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.
مشاركة :