كشفت الأرقام الصادرة حديثاً عن المعهد الوطني للإحصاء -التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي التونسية- ارتفاع المبادلات التجارية بين قطر وتونس خلال العام الماضي بنسبة 19.23%، مقارنة بالعام 2018، لتصل إلى نحو 114.45 مليون دينار تونسي، أي ما يعادل 140.8 مليون ريال حالياً. ويعود هذا الارتفاع بالأساس إلى نمو واردات قطر من السلع التونسية بنسبة 30.14% خلال العام 2018 مقارنة بسابقه، لتصل إلى نحو 54.3 مليون دينار، أي ما يعادل 66.8 مليون ريال، وذلك بتوريد 9.03 الآف طن من السلع. فيما ارتفعت الصادرات القطرية نحو السوق التونسي بنسبة 10.83% إلى نحو 73.9 مليون ريال، بعد تصدير أكثر من 16.35 ألف طن من السلع، وقد نتج عن ذلك فائض تجاري لصالح الدوحة بقيمة 7.1 ملايين ريال، مقابل فائض بـ 15.4 مليون ريال في 2017. طبيعة السلع وتستورد الدوحة من تونس: التمور، وزيت الزيتون، والغلال، والخضر، والحوامض، والمنتجات البحرية، ومواد البناء، والمعدّات الكهربائية، والكوابل، والألومنيوم، في حين تصدّر قطر إلى تونس: المواد الأولية البلاستيكية، وزيت البترول، والألومنيوم، والألواح، والصفائح، واللفات، والأشرطة. وانفتح السوق القطري على نظيره التونسي أكثر منذ بداية الحاصر الجائر الذي أقدمت عليه 4 دول عربية ضد قطر في 5 يونيو 2017، حيث شهد قطاع الأعمال القطري عدة زيارات لوفود أعمال تونسية، من أجل بحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وتصل السلع التونسية إلى السوق القطري بشكل يومي عبر الجو، في ظل غياب لخط بحري مباشر بين قطر وتونس، ما يرفع من تكلفة النقل بين البلدين، وتستغرق السلع التونسية القادمة عبر البحر ما بين 40-45 يوماً للوصول إلى الدوحة، حيث تعمل الشركات التونسية على خفض تلك المدة إلى نحو 30 يوماً، بهدف دعم وجود السلع التونسية في السوق القطري. دعم تنموي وفي إطار المشاريع التنموية التي تلتزم بها دولة قطر تجاه تونس لدعم اقتصادها وتعزيز مسيرتها التنموية، وقع صندوق قطر للتنمية، من خلال صندوق الصداقة القطري - التونسي، الشهر الماضي، 5 اتفاقيات شراكة جديدة بقيمة 15 مليون دولار أميركي، مع مؤسسات بنكية ومالية تونسية، هي: «الزيتونة تمكين»، و»ايندا تمويل»، و»أسد تمويل»، و»ميكروكراد»، و»بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة». وستعمل الاتفاقيات -التي تمتد من 3 إلى 10 سنوات- على المساهمة في مكافحة البطالة في تونس، من خلال فرص عمل، وتوفير تمكين اقتصادي للفئات المهمشة، عبر إتاحة فرص التمويل له، وتعزيز العدالة الاجتماعية لفائدة القطاعات والمناطق المحتاجة. ويحرص القائمون على الصندوق على جعل الشباب التونسي أكثر وعياً ودراية بمهارات العمل الريادي، والدعم وتوفير مرافق العيش وتحسينها، وذلك من خلال تعزيز وتنمية المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر. وتعتبر قطر الأولى عربياً والثانية عالمياً من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس، بنحو 16%، من حجم الاستثمارات المتوفرة في البلاد. تجدر الإشارة إلى أن صندوق الصداقة القطري التونسي يعد مبادرة لتمكين الشباب، وله إسهامات عديدة في تمكين وتوظيف وتدريب الشباب التونسي في عديد من الأراضي التونسية، ويعد من مبادرات صندوق قطر للتنمية، وقد تم إنشاؤه عام 2013 بتعهد من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، لتمكين الشباب التونسي، وخلق 50 ألف فرصة عمل. ويبلغ عدد المستفيدين من مساهمات صندوق الصداقة وشركائه، حوالي 38 ألف مستفيد، عبر ريادة الأعمال، وبناء قدرات الشباب التونسي.;
مشاركة :