حساسيّة مفرطة..

  • 1/15/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بالأمس زار أخبار الخليج وفد من مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وقد كان النقاش متنوعا وهادفا. من القضايا التي انتهت الزيارة وما انتهى نقاشها في رأسي، هو الثمن الذي تدفعه الصحيفة، بسبب الحساسية المفرطة لدى الكثيرين من المسؤولين والمؤسسات والبنوك والشركات الوطنية، والتي يعود سببها إلى الانزعاج المبالغ فيه من النقد! تلك الحساسية لا تقف عند حد الانزعاج طبعا، ولكنها تتجاوزه إلى حركات صبيانية تتمثل في وقف الإعلانات عن الصحيفة، وكأن الهدف إذلال الصحيفة، وما علموا أنهم بذلك لا يكشفون إلا عن مدى احترامهم للصحافة وقيمة الكلمة، والتي يتسلطون هم عليها وهم موظفون أصلا، فلا المال مالهم ولا الشركة ملك عائلي لهم، ولكن! يذكر بوجبران أمس أن هذه الحساسية لم تكن موجودة قبل أكثر من 40 سنة، لأن الوضع كان طبيعيا، والجميع يتقبله برحابة صدر. نعم بالأمس كانت الصحافة تقوم بدورها النقدي الصريح لأوضاع المجتمع، لذلك كانت تسمى سُلطة رابعة. أما في عالم اليوم فقد تحول العديد من المؤسسات الإعلامية وبعض الكُتاب إلى سَلَطة وأبواق يدقّون الطبول وينافقون 24 ساعة بلا حياء ولا خجل! صحف وكُتاب لم تعد قضايا المجتمع تستهويهم للدفاع عن حقوق المواطنين! صحف وكُتاب لم تعد قضايا الفساد تهزّ فيهم شعرة، ولا تحرّك في مقالاتهم كلمة، لأنهم منتفعون من الوضع القائم! ذلك النمط الصحفي، سبّب تنمّر المسؤولين وحساسيتهم تجاه ما يُكتب عنهم، وصولا لاتخاذهم إجراءات لمعاقبة الصحف النزيهة بسبب حرية النقد والتعبير. للكلمة الصادقة ثمن، وللدفاع عن الحريات وحقوق وكرامة الناس ثمن، وللضمير الصادق ثمن. لكن تأكدوا؛ كما أن هناك من هو مستعد للتضحية بالغالي والنفيس ليبقى حرا، فهناك من هو مستعد لأن يبيع حريته وكرامته بلا ثمن!

مشاركة :