هُم بمنتهى الأدب، ويتحلون بالأخلاق، وكلامهم عذب، ويرحبون ويودعون بابتسامة، ومع ذلك مجرَّد التفكير في السفر، سواء من خلال المطار أو المنافذ الأخرى، يعطيك الشعور بالقلق الذي لا تجد له تفسيراً، خصوصاً أن موظفي الجوازات خلوقون ويهلّون ويرحبون. ومع ذلك قام المتهم عبدالله الشمالي، المحكوم بالسجن 15 سنة وغرامة 51 مليون دينار، بالهروب من الكويت عن طريق الخفجي، وذلك قبل يوم من صدور الحُكم عليه... (القبس). وهذا المتهم بسرقة الموانئ، والذي تداولت اسمه الصحف، والكل يعرف بسرقاته، هرب باستخدام جواز سفر أخيه المعاق من منفذ الخفجي قبل الحُكم عليه بيوم واحد! طبعاً، ما يحتاج مباحث ولا أمن دولة ولا حتى شرطة حتى تكتشف الداخلية أنه شخص معروف، وأن حكماً سيصدر به، فلماذا لم تكلف تلك القوى الأمنية أو إحداها بوضعه تحت المراقبة الدائمة، خصوصاً أن التهمة هي الاستيلاء على 51 مليون دينار، وليس 51 ديناراً؟! هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، حسب المعطيات المعروفة بهذا الخصوص، وذلك حين يهرب أي متهم ثم نعلم بهروبه! فإلى متى ولماذا يحدث ذلك؟! الداخلية حريصة ولديها أساليبها في المراقبة، والتنسيق مع القضاء واجب، ومع ذلك لايزال هروب المتهمين مستمراً، لينطلقوا أحراراً بالسفر إلى أرجاء العالم ومعهم ثروات هذا البلد! إلى متى هذا التسيب في أبسط الأشياء، وبالذات فيما يخص أكبر السرقات والجرائم؟!
مشاركة :