تكشف الأرقام التي تنشرها صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، حجم المشكلة والخلل الذي تعانيه الأندية الآسيوية لكرة القدم، ذلك أن حجم الإنفاق الذي يبلغ 12.6 مليار دولار، يفوق حجم الدخل البالغ 10.8 مليار دولار، في 20 دولة آسيوية، تعتبر الأكثر إنفاقاً على كرة القدم، وتضم 326 نادياً. وربما يفتح «فقراء آسيا» أفواههم دهشة وحسرة، وهم يطالعون تلك الأرقام «الخيالية»، التي ربما لا تكاد تذكر بما تنفقه الأندية الأوروبية، فكيف الحال بما تنفقه تلك الأندية الآسيوية الفقيرة؟. من الواضح أن هناك فجوة كبيرة بين أثرياء آسيا وفقرائها، وهذا ما يتجسد بحجم الدخل والإنفاق، وفي القدرة التنافسية على صعيد دوري أبطال آسيا. وربما بات من الضروري على الاتحاد الآسيوي أن يلتفت إلى «فقراء آسيا»، حين يضع خططاً تسويقية واستثمارية يراد منها تطوير الكرة الآسيوية، وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه إن لم تتسع الفجوة أكثر فأكثر. الأندية هي عماد لعبة كرة القدم في كل بلد، وقوتها تنعكس على أمرين مهمين، هما قوة الدوري المحلي وقوة المنتخب الوطني، واللاعب محور العملية كلها، فأين اللاعب العربي - الآسيوي من تلك الأرقام؟. تضيف «الاتحاد» في قراءة سابقة لأرقام الإنفاق، أن اللاعبين الأجانب في تلك الأندية «بمعدل 4 لاعبين في كل ناد»، يحصلون على ما نسبته 55 % من حجم الإنفاق، بينما يحصل اللاعبون المحليون الذين يشكلون العدد الكبر على نسبة 45 % تقريباً. دعونا نتوقف عند الأرقام آنفة الذكر، ونتساءل، هل يمكن أن تكون المقارنة واقعية ومنطقية ومجدية، عند النظر إلى حال الأندية في بلدان مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، والحال في بلاد عربية مثل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وغيرها؟. في بعض البلدان «تنحت الأندية في الصخر»، لكي تحصل على بعض الدخل الذي يمكنها من دفع جزء من المستحقات المترتبة عليها، ذلك أن مصادر الدخل محدودة لأسباب مختلفة، منها غياب الدعم الحكومي، وعدم قدرة الأندية على التسويق والاستثمار، وضعف عقود الرعاية وعائدات البث التلفزيوني. الكلام عن حجم مداخيل وإنفاق الأندية الآسيوية في مختلف أرجاء القارة، هو أشبه بذلك الموظف البسيط الذي سئل ذات يوم عن راتبه الشهري فأجاب: «أنا والمدير نأخذ 100 ألف دولار»، وبالطبع فإن حصة الموظف البسيط «نقطة في بحر المدير».. ما سلف يفسر الفجوة الكبيرة في القارة الآسيوية.
مشاركة :