"نكتب ثلاثة- واحد في البال"، عنوان مقال الباحث السياسي ألكسندر فيدروسوف، في "إزفستيا"، حول عجز استراتيجية الغرب لتفريق شعوب أوكرانيا وبيلاروس وروسيا عن تحقيق أهدافها. وجاء في المقال: في العام 1994، أوضح المستشار السابق للرئيس الأمريكي للأمن القومي، زبيغنيو بريجينسكي، في مقال "الشراكة المبكرة" موقف البيت الأبيض تجاه كييف: "من دون أوكرانيا، لا تعود روسيا إمبراطورية، مع أوكرانيا.. روسيا تتحول تلقائياً إلى إمبراطورية"... خلال ربع القرن الماضي، قام "الشركاء الغربيون" بعمل هائل لوضع هذه الرسالة الجيوسياسية موضع التنفيذ. اليوم، روسيا وأوكرانيا في حالة من مواجهة متنامية، تقطع على التوالي آخر الخيوط التي توحد الشعبين الشقيقين. ومع ذلك، وعلى الرغم من حرب المعلومات الوحشية، فإن 48 ٪ من المواطنين الأوكرانيين حاليا موقفهم بين "جيد جدا" و"جيد في الغالب" تجاه روسيا. يؤدي قطع العلاقات مع موسكو إلى انخفاض مستوى معيشة عدد كبير من الأوكرانيين وفقدان آفاق تحسنه في المستقبل المنظور. بحرقها الجسور بصورة استعراضية (مع موسكو)، لم تتقدم كييف خطوة واحدة نحو التكامل الأوروبي. لقد أصبحت فرص الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ضبابية، واتضح أن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تحولت في الواقع إلى "طريق باتجاه واحد"، يعمل أساسا لترويج السلع والخدمات من أوروبا. ونتيجة لذلك، في العام 2018، تم تصنيف أوكرانيا من قبل صندوق النقد الدولي كأفقر دولة في أوروبا. أما بالنسبة لروسيا، فيجب الاعتراف بأن الانفصال القسري عن أوكرانيا، بكل سلبياته، على المدى البعيد لا يؤدي إلا إلى تعزيز اكتفائنا الذاتي الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، لدى موسكو تجربة إيجابية للتكامل مع بيلاروس. وعلى الرغم من أن الغرب لا يكف عن محاولات إزاحة مينسك من المدار الأوراسي، عارضا عليها برنامج "الشراكة الشرقية" مع الاتحاد الأوروبي، فمن غير الممكن جعل بيلاروس تسير على الطريق الأوكراني المدمر. لقد أتاح الجمع بين البراغماتية الاقتصادية والذاكرة التاريخية لبلدينا استنباط صيغة مثلى للتفاعل: أقصى قدر من التكامل بين الإمكانات الصناعية العسكرية مع الحفاظ على السيادة السياسية إلى الحد الذي تعتبرانه ضروريا. ربما تكون مثل هذه الصيغة على المدى الطويل قادرة على توحيد روسيا وأوكرانيا وبيلاروس في مشروع تكاملي واحد. فتأثير الغرب في نهاية المطاف ليس بلا حدود، كما هو صبر الشعب الأوكراني، الذي يمكن أن تستيقظ في النهاية غريزة الحفاظ على الذات لديه. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :