"المنكوس".. فن أبناء البادية المحبب

  • 1/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقدت أمس الأول بمجلس محمد خلف بمنطقة الكرامة في أبوظبي، محاضرة عن فن «المنكوس»، حيث ألقت الضوء على هذا الفن الإماراتي العريق المرتبط بالبيئة البدوية، وكيف أن له جمهوراً كبيراً في منطقة الخليج العربي منذ ظهوره قبل أزمنة بعيدة، وانتقال صداه بين أرجاء الجزيرة العربية وصولاً إلى الإمارات وغيرها من بلدان المنطقة، فكان اهتمام أبوظبي بهذا النمط التراثي الفريد تأكيداً على دور العاصمة الإماراتية حاضنة للثقافة والسلام في المنطقة والعالم. وقد نظمت المحاضرة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية بأبوظبي، بحضور اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، رئيس اللجنة، وأعضاء لجنة تحكيم برنامج ومسابقة «المنكوس» المزمع إطلاقه 20 يناير الجاري، إلى جانب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي وممثلي وسائل الإعلام. عاصمة الثقافة قدّم للمحاضرة المستشار سعيد بن كراز المهيري، مدير برنامج المنكوس مؤكداً أن إمارة أبوظبي أصبحت عاصمة الثقافة العربية، وأن فن المنكوس له أهمية على مستوى الخليج العربي، باعتباره من الموروث الثقافي والشعبي الإماراتي والخليجي والعربي. تالياً تحدث الشاعر الإماراتي محمد بن مشيط المري، عضو لجنة تحكيم البرنامج، عن فن المنكوس والبحور الشعرية التي يعتمدها وأهمها بحر الطويل، وانتشار المنكوس في الجزيرة العربية والإمارات خاصة بمنطقة الظفرة، حيث كان ولا يزال الفن المحبب لدى أبناء البادية، مشيراً إلى أن ألحان المنكوس تستخدم من 2 إلى 4 أبيات في الشلة الخاصة بها، وأكثر أغراضه الشعرية الشجن والوجد والغزل ولا يستخدم أبداً في أغراض الهجاء والنقد. طارق المنكوس ثم قدم الناقد والأكاديمي والإعلامي الدكتور حمود جلوي، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية، من الكويت، ورقة بحثية عن فن المنكوس من محاور عدة أهمها، تقديم تعريف بسيط عن المنكوس من وجهة نظره بأنه:«كلام ملحن يرتفع به صوت المؤدي ثم ينتكس تدريجياً إلى أن ينتهي بمد طويل في اللحن، ومن هذا جاءت تسمية المنكوس»، مشيراً إلى أن المنكوس عرف بداية في جنوب الجزيرة العربية معتمداً على ألحان كثيرة وصلت إلى 25 لحناً، ثم انتقل إلى الشمال ومناطق البادية في الخليج العربي مع القبائل الرحل، أما طارق المنكوس وهو الشخص المؤدي لهذا الفن فيتميز بطول النفس لأنه يعتمد في أدائه على البحور الطويلة والقدرة على التحكم في الزمن الموسيقي بين الفقرات والتنقل بينها بكل سلاسة، وهذا الفن لا يتم إجادته إلا بالتدريب الطويل. أداءات صوتية فيما دلل الشاعر والمنشد وعضو لجنة التحكيم، شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، على أن المنكوس فن ضارب بجذوره في تاريخ المنطقة وقدم عدداً من الأداءات الصوتية لفن المنكوس نقلت صورة حية منه للحضور، مبيناً أن جمال هذا الفن أنه يستوعب دفقات واسعة من الشجن والمشاعر المفعمة يمكن التعبير عنها من خلال أبيات قليلة وشلات معبرة تدور حول الأربع أبيات في أغلب الأحوال، مبيناً أن أكثر أغراض الشعر المستخدم للمنكوس هو الغزل والفقد والوجد، مبيناً أن فن المسحوب هو الابن الشرعي للمنكوس وهناك ملامح كثيرة متشابهة فيما بينهما ولهما حضور كبير في المشهد التراثي لأهل البادية. مستوى رائع وقال الشاعر محمد بن مشيط المري، عضو لجنة تحكيم برنامج المنكوس، «إن اهتمام لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية بالمنكوس يعد نقطة محورية في هذا الإطار خاصة وأنه تضمن إطلاق برنامج المنكوس، الأول من نوعه في المنطقة، وشهدنا إقبالاً غير المتوقع للمشاركة في فعاليات البرنامج حيث وصل عدد المتقدمين إلى 300 شخص، يتم اختيار 18 منهم للتأهل للمراحل المختلفة للمسابقة»، مبيناً أن مستوى المتقدمين كان مفاجئاً لأعضاء لجنة التحكيم، نتيجة للمستوى الرائع للمشاركين وإتقان فنون المنكوس الذي يعد أحد روافد الموروث المحلي الإماراتي والخليجي.

مشاركة :