الدخن من الحبوب التي لا تسبب الحساسية لأنه لا يحتوي على النشويات القابلة للتخمر. انتشرت خلال العقد الحالي أنباء مؤكدة عن أهمية الأطعمة الكاملة غير المعالجة في الوقاية من الأمراض المستعصية، وأصبح تناول الأطعمة الكاملة ضرورة لكل من يهمه اتباع أسلوب الوقاية قبل الإصابة بالمرض. وتشير أبحاث حديثة عدّة إلى إن تناول الحبوب الكاملة، والدخن احدها، يساعد على التحكم في تذبذب مستويات السكر في الدم، فيقلل من خطر الإصابة بالسكري 2 بمقدار الثلث. وللدخن منافع أخرى، فهو من الحبوب الغنية بالمغنيسيوم مما يجعل تناوله عاملاً مساعداً للتخلص من مضايقات ضيق الشعب الهوائية، ومن صداع الشقيقة. وغناه بالمغنيسيوم يساعد على مرونة عضلة القلب (وباقي عضلات الجسم) ويقي بالتالي من أمراض القلب، فوجود المغنيسيوم يعدّ عاملاً مساعداً لعمل أكثر من 330 إنزيم في الجسم. وغنى الدخن بالفسفور يساعد على مرونة عمل كل خلية في الجسم خاصة مرونة أغشية الخلايا وأغشية الجهاز العصبي. ويساعد وجود الفسفور على تكوّن خلايا المنشأ للعظام بشكل خاص. كما أن كفاءة حرق الدهون تقوم على توفر الفسفور في الجسم مما يجعل مقاومة الجسم لزيادة الوزن أكثر كفاءة. واليوم تعاني نسبة من الناس من أعراض مزعجة سببها حساسية القمح أو عدم تقبل القمح لوجود نشويات قابلة للتخمر (ما يسمى بالفودماب fodmap) في القمح، ولذا تضيق على الناس السبل عند التوقف عن تناول الخبز (المصنوع عادة من القمح) خاصة في وجبة الإفطار والعشاء، ويحتارون في ما سيأكلون. إن الدخن من الحبوب التي ليس فيها نشويات قابلة للتخمر، ولذا لا تسبب أي مضايقات. ولكن في طعمه بعض المرارة، وأغلب الناس غير معتادين على إعداده وتناوله على الرغم من كونه من الحبوب التي كان يأكلها أجدادنا (الرياض 13798 فيه طريقة إعداد وجبات تراثية من الدخن). ولكن فوائده الدخن تستحق إعادة النظر فيه، فهو من الحبوب الكاملة الشبيهة بالكينوا الذي ينصح بتناوله عالمياً، وأحد الفروق المهمة هو ان الدخن متوفر عندنا (في المحلات الصغيرة التي تبيع القمح الكامل والشعير والذرة وغيرها وفيها طاحونة لطحن الحبوب)، وثمنه معتدل، بينما الكينوا غير متوفر كفاية وغالي الثمن. والتالي أفكار لإعداد وجبات لذيذة من الدخن خاصة لوجبتي الإفطار والعشاء: سلق حبوب الدخن كاملة، وإضافة مقدار من الفواكه المجففة والمكسرات (غير المملحة) المنقوعة بالماء لساعات إلى الدخن المسلوق يوفر وجبة مشبعة ولذيذة ومفيدة تضمن للجسم مقادير جيدة من المعادن والألياف المهمة للصحة. إذابة عدة ملاعق من دقيق الدخن (اطلب من البائع الذي تشتري منه الدخن أن يطحنه لك) في مقدار من عصير البرتقال أو العنب او غيره ووضعه على النار حتى يغلي ويتكثف مع إضافة المكسرات والفواكه المجففة ومسحوق الدارسين إليه (مثل عمل عصيدة الشوفان الساخنة) ينتج عنه طبق لذيذ مشبع خاصة في الشتاء. إضافة مقدار من الدخن المسلوق إلى مقدار من الفواكه الطازجة المقطعة يضيف أبعاداً أخرى إلى سلطة الفواكه التقليدية ويجعلها أكثر تغذية ويعطي شعوراً بالشبع يمتد لساعات. تحميص حبوب الدخن في مقلاة جافة (بدون زيت) ثم سلقها يُكسِب الدخن طعماً محبباً ويجعل حباته نثرية (بلهجة أهل نجد) أو مفلفلة (بلهجة أهل الحجاز). إضافة مقدار من الدخن المحمص والمسلوق إلى السلطة، أياً كان نوعها، يعزز من قيمتها الغذائية ويجعلها وجبة مشبعة وغنيّة. ولوجبة الغداء أيضا، يمكن تناول حبوب الدخن بدلاً من الأرز أو المكرونة حيث تسلق حبوب الدخن كاملة في ماء سلق اللحم أو الدجاج أو الخضروات، وتغرف في صحن التقديم وتجمّل باللوز والصنوبر المحمّر أو بالبصل المقطع والمحمّر أو بأعشاب عطرية مفرومة مثل الكسبرة أو البقدونس او الريحان او غيرها. وجرش الحبوب (طحنها طحناً خشناً) واستبدال البرغل بها ممتاز للإضافة للتبولة أو لتحضير شوربة تشبه شوربة الجريش وبنفس الطريقة
مشاركة :