طالبت خديجة الصميلي عضو الجمعية العمومية لنادي جازان الأدبي، من مركز الحوار الوطني أن يتبنى قضايا مهمة وملحة وبشكل عاجل، أبرزها مصير أبناء السعودية من أب غير سعودي، بهدف الإسهام في إزالة الاحتقان والشعور بالظلم، ومراجعة الأنظمة السعودية وتحقيق العدالة الاجتماعية ومعاملتهم معاملة السعوديين في كل الحقوق والواجبات. واضافت الصميلي، في اللقاء الثالث من لقاءات المرحلة الثانية لمركز الحوار الوطني، حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية: "القضية البارزة ايضاً هي سجناء الرأي؛ ما هي جرائمهم؟ ولماذا سجين الرأي يعاقب والمغالوين في الدين من الخارجين على أنظمة الدولة والمغررين بالشباب باسم الدين طلقاء؟، علينا أن نتبنى مشروعاً وطنياً يرفد الدور الذي يلعبه مركز الحوار في نشر ثقافة الحوار وإشاعة العدالة والوسطية وتقبل الآخر، وأن يقدم المشروع برامج تسهم في نشر الوعي بأهمية التعايش واحترام التعددية وأن يعمل المشروع على الانفتاح على الآخر، لأننا ببساطة لم نستوعب الخلفيات التاريخية والاجتماعية والثقافة لهذا الآخر. علينا المكاشفة والمصارحة والأخذ بمبدأ الشفافية في طرح قضايانا حتى نتمكن من تشخيصها وطرح سبل معالجتها، وعلى المؤسسات التعليمية والثقافة والدينية أن تراجع خططها وبرامجها وأن تنتج لنا خطابات تنأى عن الكراهية، وأن تشيع داخل أروقة مؤسساتها احترام الآخرين وتنتهج الحوار الحضاري". وطالبت الصميلي المؤسسة التعليمية، بالتوقف فوراً عما وصفته ب"تسطيح دورها"، والعمل على تعميق التربية التي تؤسس للسلم في العقول، حتى تخرج طالباً له رأي ناقد قادر على الإصلاح ولا يكون فريسة سهلة لسماسرة التطرف، والكف عن إخراج طالب مشبع بالكراهية حتى للمقعد الذي يجلس عليه، وأن تتلاءم خططها ومناهجها مع التحديات التي يواجها العالم في محاربة التطرف والتشدد حتى تحول دون تغلغل التطرف في الأجيال القادمة. ظاهرة التطرف ارتبطت بالدين واتسعت محلياً.. وغالبية روّادها بسطاء بأفكار ضيقة وأهابت بالخطباء بالخطباء والمؤسسة الدينية، أن تستند إلى المقاصد العليا للشريعة، فتعزز الوسطية والاعتدال والنأي بها عن خطاب الكراهية والتهميش والإقصاء، لأن الدين ضامنا للوحدة والوطنية والتعايش والتسامح، لا مطية للإقصاء والتوظيف لخدمة مصالح شخصية لتلميعها وإبرازها، وكأنه حارس للدين يحتكره ويحشد الجماهير بأفكار متطرفة ويعبىء العامة بالتنميط والتعميم الذي يؤوي إليه طائفية بغيضة؛ فالدين والوطن للجميع. وأكدت الأكاديمية في كلية التربية للبنات الدكتورة عائشة شماخي، أن التطرف موجود في كل مكان، وهو يمثل المغالاة بأسلوب خطر على الفرد والجماعة، ومجاوزة حد الاعتدال والوسطية، التي نجد أن موقعها محمي، فالأخذ بالوسط يحمي من آفة التطرف وهو حصان وحماية. وأضافت الشماخي، أن الأسرة لها الدور الأكبر في احتضان واحتواء الابناء والعمل على تنمية الثقافة الدينية والاجتماعية، التي من دورها أن تسهم في فهم الآخر والتحاور معه في ظل وسطي يحقق الأمن والثبات. وشكرت الدكتورة عائشة عريشي الاكاديمية بكلية التربية للبنات بحافظة صامطة، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على طرح موضوع التطرف، متمنيه أن يسهم هذا اللقاء في قطع الجذور التي تغذي شجرة الإرهاب التي نمت بشكل متسارع في الآونة الأخيرة، واكتوت بنارها معظم الدول وخصوصاً الدول النامية ودول الشرق الأوسط. وقالت: "للأسف إن ظاهرة التطرف ارتبطت بالدين واتسعت محلياً، وغالبية المتطرفين هم من البسطاء وأصحاب الفكر الضيق المتشابهين في المنطلقات والرؤى". أما حنان بحيص، مشرفة النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم وعضوة لجنة وقف، فتطرقت إلى أسباب التطرف الكثيرة جداً على حد وصفها، مضيفة "على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر منها أسباب سياسية، والبعد عن الشريعة وعدم تطبيق القواعد المتطابقة، ومنها ما هو فكري كالغلو في الفكر، وآخر نفسي كالإحباط والشعور بخيبة الأمل، ومنها ما هو اجتماعي كتفكك المجتمع، واقتصادي كالبطالة"، مؤكدة في الوقت نفسه أن الجانب التربوي هو أهم أسباب التطرف، ويكمن في قلة القدوة الناصحة وغياب التربية الحسنة. وقالت الاعلامية والناشطة الاجتماعية فاطمة عطيف إنه "لا يوجد تعريف واضح للتطرف"، مضيفة: "لكن نستطيع القول إنه عملية ازاحة للفكر السليم عن الوسطية؛ فكل ما ابتعدنا عن محور الوسطية اختل توازن التفكير وانتج لنا ما يقال عنه التطرف والتشدد، وهو ضد التراحم بين البشر، وتسليم العقول لمن يقوم بطمس رسالة الإنسانية وهي تعمير الأرض، ولذلك وجدت أسباب التصنيف بين شرائح المجتمع على حسب التشكل مثال اللحية واللبس فليس كل ملتح متطرف أو أي رجل حليق اللحية رجل مستنير، ويجب القرب منه للاستنارة بفكرة".
مشاركة :