التسوّل مهنة قديمة جدّاً، يمارسها البعض لقلة الحيلة، وعدم وجود طرق بديلة للحياة، لكن هناك مَن يتسوّل لمجرد الرغبة بالحصول على المال، دون إعطاء الجهد؛ من منطلق المثل الشعبي الذي يقول: "رزق الهبل على المجانين"! *** وهذا مثل شعبي قديم، ومتداول بين الناس، له أكثر من رواية عن أصله، أحدثها نسخة سعودية مُعدّلة تحكي عن شايب نوى أن يشتري له وايت.. عشان الحلال، وعزم يجمع له بالدراهم لين صار عنده ثمانين ألف ريال. وأقبل ذاك اليوم إلاّ ذيك الناس المجتمعة في أرض فضا بجنبهم وايت، وعجب خوينا هالوايت، يوم وقف وأثري هالجماعة يحرجون: 50، 52، 55.. قال بس شكلهم يحرّجون على هالوايت إن شاء الله إنه من نصيبي! ويخش بالحراج.. 56.. ويزوّد.. ويزوّدون... ويزوّد.. لين وصلوا 75.. قام خرّبها وقال 80.. هو قال ثمانيييييييييين يوم سكتوا..!!! وهجدوا..!!!! والتفتوا عليه!!!! يناظرونه.. يناظرون بعض.. ونقز له واحد منهم.. ويسحبه على جنب.. قال شف يا ابن الحلال، بنعطيك مليون ريال بس امشِ من هنا، ولا نشوف وجهك.. قال هااااا.. وش السالفة؟! قال له بس خذ هالشيك وتوكل على الله! عطاه له الشيك بمليون ريال، وصرّف الرجال.. هو ما يدري وش السالفة.. طيب وش العلم؟! أثري هالجماعة يحرّجون على المخطط، وواقفين بالصدفة جمب الوايت.. و56 مليونًا، و75 مليونًا.. وبو الشباب خش معهم.. ويحسبونه هامور يبي يلطش عليهم المخطط.. قاموا صرّفوه بمليون.. وصدق فيه المثل الشعبي الذي يقول "رزق الهبل على المجانين"! *** ونترك قصة الشايب والوايت.. وندخل مرة أخرى في قضية التسوّل التي تختلف أوضاعه وطرقه في العالم، ففي الهند مثلاً هناك مدينة للمتسوّلين، لها قوانينها، وشريعتها، وطريقة العيش فيها. وفي البلاد الشرقية والمسلمة منها يختار المتسوّلون أماكن العبادة، والجوامع، والأضرحة مكانًا لممارسة عملهم، وفي الدول الغربية تجد المتسوّلين في أنفاق المترو، وقرب الساحات العامة والمتاحف يُمارسون عملهم بطريقة أخرى من خلال العزف، والغناء، أو ربما الرسم.. وهكذا.. وأنهي كالعادة باستعراض بعض أقوال إضافية في التسوّل والمتسوّلين: - (إدارة مكافحة التسوّل مثلها مثل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. نسمع عنها كثيرًا، لكن قلَّ أن نرى لعملها نتائج ملحوظة على أرض الواقع العملي!). عبدالعزيز الصويغ. - (التسوّل ينافي الإيمان). الشيخ باهشام بن سالم عضو رابطة علماء المغرب. - (لكي نجفف منابع التسوّل يجب أن تصل المساعدات المالية لمستحقيها من أموال الزكاة والصدقات عبر الجمعيات الأهلية، وعبر الأجهزة المختلفة بالدولة، ويكون إنفاق الزكاة والصدقات في مصارفها الشرعية كما أمرنا الله عز وجل في قوله: "إنّما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" التوبة: آية 60، وأن تكفل الجهات المختصة والمؤسسات الأهلية غير القادرين على العمل، وتكفل علاج المرضى الذين لا يملكون ثمن علاجهم). د. زياد موسى عبدالمعطي أحمد. - (مشكلة التسوّل وصمة في وجه المجتمع، تقع مسؤوليتها على الأفراد بشكل أساس؛ بسبب استجابتهم لهم وإمدادهم بالمال). وفاء المستكاوي - مدير الإدارة العامة للدفاع الاجتماعي بوزارة التضامن المصرية. - (لو كنت قاضيًا لرددت شهادة كل من يعطي متسوِّلاً داخل المسجد). خلف بن أيوب العامري البلخي. - (مكافحة التسوّل لدينا "ماعندها سالفة"). الإعلامي داود الشريان - حلقة ظاهرة التسوّل. * نافذة صغيرة: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لحمٍ). حديث نبوي. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :