كان مساء يوم الاحد، الموافق 13 يناير 2019، سعيدا وجميلا ومميزا للشعب الكويتي الأبي، حيث التقى ــ فجأة ومن دون إعلان مسبق ــ مع الوالد القائد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الامين سمو الشيخ نواف الأحمد، وذلك في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي للاستماع وللاستمتاع بالعرض البصري الموسيقي «عودة الثمانينيات»، الذي أعاد الى أذهان الكويتيين من جيل الطيبين جمال العهد الذهبي لوطنهم، وذلك من خلال عرض الفعاليات والانشطة التي تم انجازها في الثمانينيات. لقد كان لحضور الوالد القائد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله بصورة مفاجئة لموقع العرض ومن دون اعلان مسبق، ومن غير مصاحبة الحرس له، ومن غير الإجراءات الأمنية لقاعة العرض، بالغ الأثر وأجمل وقع على قلوب كل الحضور ومن تابع الأمسية.. فسموه قائد حكيم وحاكم فريد لا مثيل له بالعالم، فهل يوجد حاكم بالتاريخ القديم او الجديد يكون بمقدوره الظهور العلني وسط الشعب ومن غير حراسة مشددة، ويحيي شعبه ويلوح له بحب وسعادة، والشعب يبادله المشاعر الفياضة، ويصفق بحرارة لسموه لتكرمه بالحضور ومشاركة ابنائه في الاستمتاع بالعرض الرائع. لقد ذكرني هذا الموقف الجميل والمشاركة الرائعة في وقت الفرح لأبينا الغالي بموقفه الاروع في وقت الحزن والفاجعة، حينما اسرع الخطى وحيدا من دون حرس ولا مرافقين الى مسجد الإمام الصادق، حين وقعت حادثة الانفجار الارهابي وتجول بين الحطام ــــــ رغم خطورة الوضع حينهاـــــ وحين قام البعض بالتنبيه الى خطورة المكان أجاب سموه بحزم: «هذولا عيالي». ان هذه المشاعر الجميلة والمميزة والفريدة من نوعها بين الحاكم والشعب هي ثمرة طيبة المذاق من شجرة العائلة الكريمة آل الصباح الممتدة جذورها لأكثر من 3 قرون من الزمن بثبات في عمق تاريخ الكويت، حيث قام هؤلاء الكرام على مدى هذه السنين بتوطيد أواصر المحبة والمودة مع جميع فئات وطوائف الشعب، وشاركوهم في الافراح والاتراح، فأحبهم الشعب، وأصبحت أجساد أبناء الشعب دروعا لهم، وهي التي تذود عنهم وتحرسهم، وهذا عهدنا نحن الابناء ــ كالأجداد والآباء ــ مع آل الصباح الكرام الى يوم الدين. أ. د. بهيجة بهبهاني
مشاركة :