منذ زمن ومظاهر الإسراف تتزايد في حفلات الأفراح بشكل كبير وملحوظ حتى اصبحت تكاليف الزواج تشكل هاجسا لدى الشباب واحمال إضافية لا يقوى على حملها دون دعم أو مساعدة من أطراف عدة بداية من الأهل الى الجهات المانحة التي تساهم في دعم الشباب لإكمال نصف دينهم، والبدأ في المرحلة الجديدة من حياتهم، ولكن مراسم الزواج في هذه الأيام، يلحقها كثير من الإسراف وسوء التدبير، ففي الأفراح تحفل بعض المجتمعات بصور استفزازية لحفلات زفاف أسطورية في فنادق وقصور فخمة تتكلف الملايين، ونجد المظاهر الكاذبة مثل ولائم الأفراح التي تهدر فيها كميات كبيرة من الطعام أو أن تقام الحفلات في قصر معين أو فندق بعينه، وما يتبعه من مظاهر الإسراف المذموم المبتدع في الفعل والتكاليف والبذخ في صرف هذه المبالغ خلال عدة ساعات من الليل تنتهي مع طلوع الفجر وتتوزع بين مآدب من الطعام الفاخر وأخرى من الحلويات المنوعة الى فرق الغناء المختلفة للنساء وايضا للرجال وبين هذا وذاك تصرف الريالات، في زواج قد ينجح أو لا ينجح لا قدر الله. والظاهرة الأخرى التي بدأت تتصاعد أيضا في مجتمعنا هي الإسراف في المأتم والعزاء حتى أصبحت قد تتساوى مع حفلات الزفاف من بذخ وإسراف في مآدب الطعام وتقديم المشروبات من خلال فريق من المتخصصين لهذه المناسبات بل أن البعض أصبح يقيم واجبات العزاء في القاعات وقصور الافراح بتكاليف لا تبتعد عن تكاليف المناسبات الأخرى في مخالفة صريحة للشرع والسنه النبوية سواء في الأفراح أو الأتراح وضرب للقيم والتعاليم المجتمعية التي نشائنا وتربينا عليها، هذه العادات المبتدعة وتكاليفها التي بات يتنافس عليها الكثير منا. ومع ذلك لازال البعض متمسك بالعادات الصحيحة في افراحه مهما تنوعت وايضا اتراحه متمسكا بما اتاحه الشرع الكريم في التعامل مع افراحنا واتراحنا بما يتماشى مع قيمنا وامكانياتنا في التعامل مع هذه الظواهر والحد من المظاهر الدخيلة على مجتمعنا من البذخ والإسراف، قال تعالى:(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) وقال تعالى:(وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)، وقد عرَّف العلماء التبذير: بأنه صرف الشيء في ما ينبغي زائداً على ما ينبغي، بمعنى أن يكون وجه الصرف جائزاً في الأصل، ولكن الصرف فيه خرج عن حد الاعتدال، كما عرفوا السفه بأنه: صرف الشيء فيما لا ينبغي، فأين موقعنا نحن من ذلك ؟؟
مشاركة :