ويهدد تجدد المواجهات المسلحة بانهيار وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه قبل أربعة أشهر، بوساطة أممية. وفي 26 أغسطس/ آب 2018، شهدت الأحياء الجنوبية من طرابلس اشتباكات مسلحة، توقفت في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، بعدما خلفت أكثر من 100 قتيل و383 جريحا. ويعاني البلد الغني بالنفط منذ سنوات من اقتتال بين كيانات مسلحة وصراع على الشرعية والسلطة في وضع تسعى الأمم المتحدة إلى إنهائه عبر عملية سياسية متعثرة. وتسلط أعمال العنف والاشتباكات المسلحة التي يشهدها غرب ليبيا من حين إلى آخر، على المأزق الذي تواجه حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات في ديسمبر/كانون الأول 2015 وباشرت مهامها في مارس/اذار 2016. والحكومة التي يقودها رجل الأعمال فايز السرّاج عجزت حتى الآن عن وضع حد لانفلات السلاح وكبح الجماعات المسلحة التي تغيّر ولاءاتها حسب المصلحة. وبعض تلك الجماعات موالية لحكومة السرّاج لكنها لا تشكل ضمانة لسلطتها حيث أنها (الجماعات) تتقلب في ولاءاتها. ويشكل ضمان استتباب الأمن والاستقرار اختبارا لقدرة حكومة الوثاق على تثبيت سلطتها وهو اختبار فشلت فيه حتى الآن، بحسب المتابعين للشأن الليبي.
مشاركة :