جريدي يثير الشك في أدبي الطائف: طه حسين ليس عميداً للأدب العربي

  • 1/17/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الناقد الأستاذ المساعد بكلية الآداب في جامعة الطائف الدكتور سامي جريدي إن طه حسين ليس عميد الأدب العربي، متهماً المهتمين بالأدب والثقافة في لبنان ومصر بأنهم لا يستشهدون بأي روائي سعودي قط على عكس ما يحدث لدينا في أي مناسبات أدبية وثقافية، وأشار إلى أنه لا يوجد مبدع خارج الشك إطلاقاً وأغلب روايات النقّاد فيها افتعال، مشيراً إلى أن الروائيين من أبناء القرى أفضل من أبناء المدن في الكتابة الروائية، وقال إن الشك انعكاس لعزلة الكاتب وهو إيجابي لمعرفة الحقيقة.وأثارت مصطلحات الشك ردود أفعال متباينة لدى الحضور في النادي الأدبي الثقافي بالطائف في المحاضرة الأدبية التي جاءت بعنوان: (ذهنية الشك في السرد العربي)، إذ بدأ حديثه بمقدمة تحدث فيها عن قيام بعض الكتابات السردية على فرضية سوء الفهم أو تعمد المتلقي إحالة النص الإبداعي إلى مرجعيات بعيدة عن غرض الكاتب فيما تعرض له الأعمال السردية من أحداث ومواقف تقوم بها شخصيات لم تسلم هي الأخرى من الشك في تقاطعها مع عالم الواقع، الأمر الذي أدى إلى مشكلات في الحياة الاجتماعية من خلال إسقاط تلك الأسماء والأفعال على عالم الواقع المعاصر للكاتب، وقد ترتب على ذلك لجوء بعض الكتّاب إلى احترازات وقيود للخروج من هذا المأزق المتوقع الذي يلقى الدعم من خصوم الكاتب في إثارة الزوابع حول إنتاجه.أما النقاد فقد كان أمامهم ميدان خصب ورحب للدرس والتأويل، وقد قسم جريدي محاضرته فجعلها تتمحور حول 4 محاور؛ المحور الأول: (شك يخص العتبات)، إذ أورد نماذج عدة بدأ بها كثير من الروائيين أعمالهم الإبداعية احترازاً منهم وتفادياً للشك فأورد في المثال الأول عتبة عمل روائي تقول:(الشخوص الواردة في هذه الرواية من نسج الخيال، بيد أن الواقع والأحداث التاريخية حقيقية)، وكذلك عتبة أخرى تقول (هذه الرواية من نسج الخيال وأي شبه بين أشخاصها وأحداثها وأماكنها مع أشخاص حقيقيين وأحداث وأماكن حقيقية هو محض مصادفة ومن الغرائب ومجرد عن أي قصد) وأضاف أمثلة أخرى حول هذا المحور، ثم قام بعرض المحور الثاني وهو (شك يخص هوية العمل السردي)، فقال إن هناك توجهاً مسبقاً لاصطياد العلاقة بين سيرة الكاتب ونتاجه السردي إذ يبدأ القارئ وهو يطارد رائحة التهمة للكاتب ويبحث عنه في كل مفاصل ومنعطفات الأحداث ويخلع عليه ويسقط من أجل إثبات الأدلة والبراهين النصية ليكون شكه المسبق يقيناً حاضراً.ولعل أكثر الأعمال السعودية التي نالت نقاشاً طويلاً من النقاد والإعلاميين حول هويتها هي رواية شقة الحرية لغازي القصيبي، وهذه الشكوك المتنوعة دفعت بعضهم -وهم قلة- إلى توليد مصطلحات تجنيسية جديدة والوصول إلى أجناس أدبية أخرى مثل: (السيرة الغيرية والسيرورواية والمسرورواية) أي المسرح الروائي وغير ذلك، وهذا الأمر يذكرنا بمصطلح (شنر) الذي نحته الشاعر محمد حسن عواد.فيما عرض المحور الثالث الذي عنونه بـ (شك المتن السردي)، وتتضمن ظاهرة الشك على أعمال الكاتب داخل النسيج الروائي، إذ نجد بعض الشخصيات خلال حوارها أو مونولوجها الداخلي ضمن المتن السردي، كما تحدث في المحور الرابع عن شك السارد بشخصياته، فقال: «إن هذا النوع من الشكوك صعب التمكين ومعقد التكوين لأن شك الروائي بشخصياته هو مستوى من حيرة الكاتب وعدم ثقته بما يكتب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يحضر في آلية الكتابة».وفي نهاية المحاضرة قام مدير اللقاء قليل الثبيتي بفتح المجال لمداخلات وأسئلة الحضور، بعدها كرم رئيس النادي الأدبي الثقافي في الطائف عطاالله الجعيد ضيف اللقاء ومدير اللقاء بدروع تقديرية بهذه المناسبة.

مشاركة :