لا يخفى على أحد الموقف العدائي الذي اتخذه الكتور طه حسين، عميد الأدب العربي ضد اللغة العامية، خاصةً في الشعر والمسرح والأدب، فقد كان يرى أن هناك ضرورة للحفاظ على اللغة العربية الفصحى، معتبراً أن التمثيل بالعامية «انحطاط». ونشرت مجلة «آخر ساعة»، رأي الدكتور طه حسين في المسرح الشعبي، وفي أغاني الإذاعة القديمة والجديدة، ورايه في الأدباء الذين يؤلفون المسرحيات باللغة العامية والأغاني العاطفية والحماسية، في عددها الصادر بتاريخ 26-12-1956 حيث قال: «التمثيل في أوروبا من أرفع الفنون وأرقاها، بينما في مصر يكون من أحطها وأدناها، ومن واجب الأدب رفع الشعب إليه لا أن ينزل له». ويضيف عميد الأدب العربي: «المسارح الشعبية لا تشغل اهتمامي لأنني أراها سخفًا، فإن حياة الشعوب لا يمكن أن تكون كلها مزاحًا ولهوًا، فلا يجب أن يحرص الممثلون على إضحاك النظارة». وانتقد القول إن «الشعب لا يفهم اللغة العربية في الوقت الذي كان التمثيل يؤدى باللغة العربية، وكان الشعب يفهمها كمسرحية (مجنون ليلى) ومسرحيات عزيز أباظة وكلها شعر عربي». ويعود طه حسين نفسه للكتابة من جديد عن الغناء في مقال جزء من محاضرة ألقاها بنادي الموظفين يوم 19 أكتوبر 1911 يقول فيها: «تسىء المغنية توقيع النغم، وينحرف صوتها عن طريقه، فيحدث فيه شىء من الاهتزاز والاضطراب، يكون مصدرًا لجنون الجمهور وإغراقه فى الصياح والتصفيق، وهو في الوقت نفسه دليل واضح، على أن القوم لم يجيئوا للغناء، وإنما جاءوا لكل ما يستثير العواطف الكاذبة، أو أنهم لا يرون الغناء إلا أشبه بما يتخذ على المائدة من الألوان التى تحرك شهية النفس للطعام». ويضيف عميد الأدب العربي: «إذا صح ما يقولون من أن مقاييس الرقي الأدبي لكل أمة من الأمم، هي أشعارها وأمثالها وأغانيها، لأن الأشعار مرآة النفس والأمثال صورة الفكر، والأغانى لغة القلوب، أقول إذا صحت هذه القاعدة، وقسنا رقي العرب فى جاهليتهم بهذه المقاييس الثلاثة كانت النتيجة مؤلمة جداً». طه حسين يفضل الفصحى على العامية من لقاء تلفزيوني نادر مع طه حسين
مشاركة :