العنوان أعلاه من الإجابات العائمة في مجتمعنا، فلا هو يعني (القبول)، ولا يدل على (الرفض)، مما يترك الأمور مُعلقة، وعائمة، وغير محسومة!. هل نحن ( أمة مُجاملة ) تخشى من قول (لا)؟ وتهرب نحو ( عبارات تلطيفية ) ؟! هناك إجابات أخرى مشابهة مثل ( يصير خير)، (نشوف وش الله يكتب)، (الله يكتب لنا الصالح)، (مالك إلا رضاك)، (من أصبح أفلح).. وغيرها الكثير، مما يستخدمه بعض الأزواج كرد (فوري) على طلبات زوجاتهم، لتأجيل الحسم في المسألة إلى وقت لاحق، مما يجعل المرأة حائرة هل يعني ذلك (تلبية طلبها) أم لا؟!. أعتقد أن المسألة فيها مخرج، وتصريفة جيدة (لسي السيد)، لرفض الموضوع بطريقة (دراماتيكية)، ففي حال أجبر على التنفيذ، ستكون إجابته مقبولة، وفي حال رفض قطعياً، ستكون إجابته من البداية (مُقنعة) والرفض مبرراً ، المشكلة أن تمتد هذه الثقافة لدى بعض الناس إلى خارج منزله، فلا هو يجيبك (بنعم)، ولا هو يجيبك (بلا) في مصالح المسلمين!!. مع هطول (الراتبين) في حسابات الأزواج هذه الأيام، ينشط سماع مثل هذه العبارات التسويفية، والتي ستتحول حتماً إلى ( قنابل موقوتة ) عند عدم الوفاء بالوعود، وتحقيق العهود، أنا شخصياً أوقفت استخدام (الإجابات السابقة)، خصوصاً بعدما قرأت عن حادثة (هانجتشو) التي وقعت في الصين الأسبوع الماضي؟!. عندما عاقبت (صينية) زوجها الذي حاول إخفاء بعض الأموال من (راتبه) عنها، بأن جردته من ملابسه (العلوية)، وعلقت عليه لوحة تحوي العبارة التالية (خائن أخفى بعض مرتبه عن زوجته)، وجعلته يمسك بمكبر صوت، ويروي الحادثة في حديقة عامة للمتنزهين والمتنزهات!. الصور التي نشرتها (الديلي ميل) للرجل وهو يعترف بجرمه، تجعلني أشعر أنهم يقولون له (يا حيف عليك)، سوّد الله وجهك (يالكذوب)، الثقافة الصينية (حاسمة) يا أبيض يا أسود، لذلك مثله مفضوح!. عند الحضارم مقولة جميلة (بيقع خير)، وهي إجابة عائمة مستقبلية غير حاسمة، مثلها مثل (تسمّح) الأمور، العرب لا يحسمون أمرهم غالباً، فهم أهل وعود!. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :