المؤهلات والبحث عن وظيفة مناسبة «1 من 2»

  • 1/17/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أدى تدني جودة أنظمة التعليم والتدريب، وعدم ملاءمتها لسوق العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أن اعتبرها أرباب العمل خصوصا عقبة، أكثر منها وسيلة، للحصول على وظائف جيدة. وفي مناقشات أجريت أخيرا، أبدى أرباب العمل ميلا نحو توظيف الشباب من غير الحاصلين على درجة علمية ممن لم يتخرجوا في التعليم الثانوي الفني، الذي يعتبر نظاما متدني المستوى، لم يتم إصلاحه، ويقترن بوضوح بالفشل الدراسي. وهذا التفضيل يُعتبر من أعراض المشكلة المزمنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المتمثلة في تدني المهارات، وهو ما أدى إلى التباطؤ الشديد في الانتقال من التعليم إلى العمل، وزيادة معدلات البطالة بين الشباب، وارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين في بعض البلدان. وهكذا، ورغم كل التقدم الذي أحرز على صعيد زيادة معدلات الحصول على التعليم، واستكمال مراحله الثانوية والعليا، ما زال الخريجون في المنطقة يواجهون مصاعب في الحصول على وظيفة. واليوم بات شباب المنطقة أمام محنة مزدوجة؛ إذ يزيد التسرب من التعليم الثانوي أو عدم إتمامه من مخاطر البقاء بشكل دائم خارج سوق العمل، في حين لا يشكل الحصول على الشهادة الثانوية أو حتى التعليم العالي ضمانة للحصول على أي وظيفة. ويلقي هذا بمزيد من الضغوط على أنظمة التعليم والتدريب؛ إذ من الواضح أن التقدم الذي أحرز في معدلات الحصول على التعليم وإتمام مراحله لم يكن كافيا، كما أدى في نهاية المطاف إلى تقويض القيمة المتصورة للتعليم والتدريب في عيون الطلاب والأسر وأرباب العمل. إذن؛ ما الحل؟ هل الأمر يتعلق فقط بإضافة مزيد من التعليم، أو تحسين جودته، أو أنه يتعلق بتقليص التعليم "العالي" وزيادة التدريب "ربط المهارات بمتطلبات العمل"، أو أنه يرتبط بنوع مختلف من التعليم والتدريب الذي يركز على مهارات أخرى بخلاف المهارات المعرفية، أم أنه كل ما سبق؟ أصبحت هذه الأسئلة مهمة في المناقشات العامة حول التعليم في المنطقة. وبعض التركيز على التفاوت الهيكلي الواضح يحمل أنظمة التعليم والتدريب، خاصة على مستوى التعليم والتدريب المهني والتعليم العالي، المسؤولية عن الإخفاق في تزويد الخريجين بالمهارات والقدرات المناسبة. ويرى آخرون أن المشكلة تكمن في زيادة المعروض من المهارات على المطلوب منها أي الإفراط في التعليم، ويزعمون أن هناك وفرة في خريجي المدارس الثانوية والتعليم العالي تفوق قدرة سوق العمل على استيعابهم. ويذهب هذا الرأي إلى أن أنظمة التعليم والتدريب أفرطت في السعي إلى إتاحة الحصول على مستويات ما بعد التعليم الأساسي وإيجاد طلب عليها، وهي نقطة خطيرة لمستقبل تطوير التعليم في المنطقة. ولهذا يمكن النظر إلى المشكلة من زوايا مختلفة: فهل يعود هذا إلى أن الشباب في المنطقة أكثر تعليما وأقل تدريبا، أم أنهم أكثر تدريبا وأقل تعليما؟ أم أنهم بالأحرى مؤهلون أكثر مما ينبغي "من حيث مستوى الشهادة العلمية التي يحملونها"، لكنهم أقل مهارة "من حيث ملاءمة المهارات التي اكتسبوها لاحتياجات السوق"، أم أن المسألة ببساطة تتعلق بنقص الوظائف؟ ربما ينطوي الأمر على كل ما سبق، وربما نرى جيدا أن ثمة مجموعات من الطلاب والخريجين في المنطقة يندرجون تحت هذه الفئات... يتبع.

مشاركة :