تستكشف ألمانيا ما إذا كان باستطاعتها استبعاد شركة التكنولوجيا الصينية هواوي من المشاركة في بناء البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس 5G لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وتناقش الحكومة الألمانية ما إذا كانت ستلحق بركب الولايات المتحدة وحلفاء مثل أستراليا في تقييد الشركة الصينية. وتأتي هذه الخطوة في خضم الخلاف الدبلوماسي بين الصين وكندا والولايات المتحدة بعد أن اتهمت واشنطن المديرة المالية لشركة هواوي بالاحتيال، كما تم الابلاغ عن أن الولايات المتحدة تحقق مع شركة هواوي بشأن مزاعم بسرقة أسرار تجارية من الشركات الأمريكية. وقالت صحيفة هاندلسبلات الألمانية نقلًا عن مصادر حكومية إن برلين تناقش وضع معايير أمنية لا تستطيع هواوي في الوقت الحالي تحقيقها، مما يحد بشكل فعال من مشاركتها في نشر شبكات الجيل الخامس 5G. وقالت الصحيفة إن التغييرات القادمة إلى قانون الاتصالات الألماني كانت قيد الدراسة كملاذ أخير، لكن النقاشات الحالية تشكل تحولًا في موقف الحكومة الألمانية بالمقارنة مع موقفها في شهر أكتوبر 2018 عندما أخبرت السياسيين أنها لا ترى أي أساس قانوني لاستبعاد أي بائع من شبكات الجيل الخامس، وذلك بالرغم من التحذيرات المرسلة من واشنطن.موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن: جامعة أوكسفورد تحظر التبرعات والمنح البحثية من هواوي يناير 18, 2019 الولايات المتحدة تحقق مع هواوي بتهمة سرقة أسرار تجارية يناير 17, 2019 وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد قالت في وقت سابق إنها تعارض حظر أي مورد فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس، قائلة إن الحكومة الألمانية لم تتوصل بعد إلى موقف مشترك بشأن ما إذا كانت ستتبع دولًا أخرى في استبعاد شركة هواوي من سوقها لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وقالت وزارة الداخلية في رد مكتوب على سؤال قدمته البرلمانية كاتارينا درويج Katharina Droege من حزب الخضر: “عملية التوصل الى رؤية مشتركة بشأن خطوات ملموسة لم تكتمل بعد”، لكن الحكومة أوضحت في تعليق حديث أن أمن شبكات 5G يتمتع بأهمية بالغة، وأن قراراتها القادمة سوف تأخذ بعين الاعتبار هذه الأهمية، وذلك حسبما ذكرت هاندلسبلات. وقد حذر المسؤولون الأميركيون الحلفاء من أن شركة هواوي خاضعة للدولة الصينية، وأشاروا إلى أن معداتها للشبكات يمكن أن تحتوي على أبواب خلفية، مما يجعلها عرضة للتجسس السيبراني، فيما قالت شركة هواوي إن المخاوف الأمنية لا أساس لها من الصحة. ونقلت هاندلسبلات عن مؤسس شركة هواوي، رين زنغفاي Ren Zhengfei، قوله إن شركته لم تحصل مطلقًا على أي طلب من أي حكومة لتوفير معلومات تنتهك أي قوانين، وأكمل كلامه قائلًا: “أنا أحب بلدي وأؤيد الحزب الشيوعي، لكنني لن أفعل أي شيء من شأنه أن يضر بلد آخر في العالم”. وواجهت الشركة الصينية، وهي واحدة من أكبر منتجي معدات الاتصالات في العالم، تدقيق إضافي من جانب الحكومات الأجنبية بسبب خطر استخدام تقنيتها في التجسس، وقالت الشركة في بيان إنها لا ترى أي سبب منطقي لاستبعادها من بناء البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس في ألمانيا أو في أي دولة في العالم”.
مشاركة :