أشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى أن ألمانيا لا تعتزم استبعاد شركة هواوي من شبكات الجيل الخامس 5G، وقالت ميركل إن النهج الذي اتبعته الحكومة الألمانية هو ليس مجرد استبعاد ممثل واحد، ولكن لدى ألمانيا متطلبات من المنافسين لهذه التكنولوجيا 5G. ورددت تعليقاتها اقتراحات سابقة من وزير الاقتصاد الألماني، بيتر التماير Peter Altmaier، بأن ألمانيا لا تريد حظر شركة هواوي من شبكات الجيل الخامس 5G. وقال بيتر التماير سابقًا إنه لا توجد مخاوف بشأن شركات محددة، لكن يجب على كل منتج أن يكون آمنًا إذا كان سوف يتم استخدامه في ألمانيا. وعمدت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة إلى تكثف ضغوطها على حلفائها لاستبعاد شركة تصنيع المعدات الصينية بسبب مخاوفها من التجسس. وتقول الولايات المتحدة إن شركة هواوي هي شركة صينية، لذلك فهي ملزمة بمساعدة الاستخبارات الصينية، وهو ادعاء تنفيه هواوي. وحذر السفير الأمريكي لدى ألمانيا، ريتشارد جرينيل Richard Grenell، الأسبوع الماضي من أن واشنطن قد تراجع التعاون الاستخباراتي ما لم توافق برلين على حظر هواوي. وأوضح في خطاب لبيتر التماير أن التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية يمكن تقليصه إذا سمحت برلين للشركة الصينية بأن تكون جزءًا من شبكة الجيل الخامس. كما هدد الناتو ألمانيا بقطع الاتصالات الدفاعية في حالة مشاركة هواوي في بناء شبكات 5G الألمانية. وتصاعد التهديد الأسبوع الماضي عندما حذر القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، الجنرال الأمريكي كورتيس سكاباروتي Curtis Scaparrotti، ألمانيا من أن قوات الناتو ستقطع الاتصالات إذا عملت برلين مع شركة هواوي. وأخبر كورتيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأسبوع الماضي أنه يشعر بالقلق من أن العمود الفقري للاتصالات السلكية واللاسلكية الألمانية يتعرض للخطر، مضيفًا أنه إذا كانت معدات هواوي داخل اتصالات ألمانيا الدفاعية أيضًا، فلن نتواصل معهم، وسيكون ذلك مشكلة بالنسبة للجيش. فيما قال يوشان هومان Jochen Homann، رئيس وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية BNA، في محاولة للتقليل من شأن الخلاف مع الولايات المتحدة: “بغض النظر عما إذا كان المورد يأتي من السويد أو الصين، يتعين على الشركات الوفاء بمتطلبات الشهادات والتحقق الأمني”. وتريد ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا والتي تحتل شبكاتها اللاسلكية المرتبة 46 في العالم لسرعات التنزيل، سد الفجوة الرقمية الكبيرة عن طريق التحول إلى نظام 5G فائق السرعة. وتطلب برلين من مقدمي عروض شبكات الجيل الخامس تقديم الخدمة لما لا يقل عن 98 في المئة من الأسر الألمانية وعلى طول الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية. وحاولت ميركل طمأنة شخصيات بارزة في واشنطن بقولها إن ألمانيا سوف تتشاور مع الولايات المتحدة بشأن استخدام تقنية هواوي، لكنها أوضحت أن ألمانيا تحدد معاييرها بنفسها. وقالت ميركل: “هناك شيئان لا أؤمن بهما. أولاً، مناقشة هذه المسائل الأمنية الحساسة للغاية علنًا، وثانياً، استبعاد شركة لمجرد أنها من بلد معين”. وتشارك المخابرات الألمانية (BND) بعض المخاوف الأمريكية، إذ طلب خبراء الأمن في BND من الحكومة أن تأخذ في الاعتبار الإستراتيجية الشاملة للصين، بما في ذلك قانون التعاون القسري في المسائل الأمنية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته مجلة دير شبيجل.
مشاركة :