حوار: نجاة الفارس عرفناها روائية متميزة تكتب للكبار، واليوم نتعرف إليها ككاتبة مبدعة تكتب للأطفال، إنها الروائية الإماراتية نادية النجار، التي وصل كتابها «أصوات العالم» للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع أدب الأطفال والناشئة، وقد صدر لها في هذا المجال 3 قصص للأطفال، وقريباً سيصدر لها كتاب آخر «نزهتي مع العم سالم». أكدت النجار في حوار ل «الخليج» أننا في الإمارات نفخر بوجود قيادة رشيدة تعمل على رفع مستوى القراءة، قائلة، يغمرني شعور مبهج كلما أرى نصوصي تتحول إلى ألوان ورسومات، وأطفال يقرؤون قصصي، فالطفل يبحث عن المتعة والتشويق، ولا يكون ذلك إلا بوجود نص محكم وصور جاذبة وإخراج متقن، ومضيفة أن القصة المشوقة مهمة جداً، ولكن يمكننا إدخال رسالة تربوية أو أخلاقية بطريقة غير مباشرة، فالطفل لا يحب طريقة التلقين والأسلوب المباشر. * ما سبب توجهك للكتابة للطفل؟ - حين كنتُ أعمل على كتابي الثالث سألني ابني الصغير: «لماذا لا تكتبين لنا نحن الصغار؟»، فكرتُ ملياً في كلامه، وأعطيته وعداً بأنني سأفكر في الموضوع بشكل جدي. شكلت لي الفكرة تحدياً لأنني أعرف أن هذا النوع من الأدب صعب ومختلف تماماً عن أدب الكبار، لذا قررتُ أن أتعمق في دراسته، شاركت في ورشات ودورات متخصصة، قرأت كتباً متخصصة، وعكفتُ على قراءة أحدث كتب الأطفال الأجنبية والعربية. كانت بدايتي مع قصة «أنا مختلف» بالتعاون مع برنامج دبي الدولي للكتابة التابع لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ثم قصة «النمر الأرقط» وهي عن النمور العربية المهددة بالانقراض، ثم قصتي الأخيرة «أصوات العالم». لاقت الأعمال صدى جميلاً لم أتوقعه، أما بالنسبة لي ككاتبة فقد كان يغمرني شعور مبهج كلما أرى نصوصي تتحول إلى ألوان ورسومات، وأطفال يقرؤون قصصي، لم أتصور أنني سأغرم بهذا الأدب وسأصدر ثلاثة كتب في فترة قصيرة نسبياً. * كيف انبثقت فكرة قصتك «أصوات العالم»؟ - وصلني فيديو لردة فعل طفلة صماء، تسمع صوت أمها للمرة الأولى، أذكر أنني وما أن شاهدت الفيديو حتى شعرتُ بحاجة ملحة لأن أعبر، ولأن الكتابة هي أفضل طريقة للتعبير بالنسبة لي كتبت. كتبتُ يومها قصة للأطفال محورها طفلة صماء تتعرف إلى الأصوات بطريقة مختلفة، خرجت الكلمات بسلاسة ومن دون توقف حتى أنهيتُ القصة، بعد ذلك تواصلت مع الأخت بدور الرقباني صاحبة مركز كلماتي المتخصص للنطق والتواصل، والتي أسستها بعد أن أنجبت ابنتها نورة التي تعاني الصمم الكلي، تناقشنا معاً في دقة المعلومات الواردة في النص، وصحة المفردات المستخدمة، ثم قدمتُ العمل لدار الهدهد الإماراتية، أعجبت الدار بالنص، وعملنا معاً على إخراجه بأفضل صورة، وقع الاختيار على الفنانة سحر عبدالله لترسم القصة، ثم أخرجتها الفنانة يسر، وراجعها للمرة الأخيرة الكاتب علي الشعالي صاحب الدار، فظهر الكتاب جميلاً كجمال نورة ابنة بدور التي ألهمت والدتها إنشاء المركز، وتلك الطفلة صاحبة الفيديو التي ألهمتني هذه القصة «أصوات العالم.» * ما الذي يجذب الطفل برأيك لقراءة قصة ما ؟ - الطفل يبحث عن المتعة والتشويق، ولا يكون ذلك إلا بوجود نص محكم وصور جذابة وإخراج متقن. * إلى أي مدى ينبغي أن يكون هناك هدف تعليمي أو أخلاقي لقصة الطفل؟ - اختلفت الآراء، ولكن بالنسبة لي القصة المشوقة مهمة جداً، ولكن يمكننا إدخال رسالة تربوية أو أخلاقية بطريقة غير مباشرة، فالطفل لا يحب طريقة التلقين والأسلوب المباشر، فعلى سبيل المثال، في قصة «أنا مختلف» يتعلم الطفل معلومات مهمة عن طائر الفلامنغو، ولكن من خلال قصة الفلامنغو الذي يعاني اختلافاً في طول ساقيه، ويكتشف أيضاً كيف استطاع هذا الطائر المختلف أن يتميز عن بقية الطيور في المحمية بطريقة فريدة، القصة هنا تحمل أهدافاً تعليمية وتربوية لكنها ليست مباشرة. في الوقت ذاته، هنالك قصص جيدة رغم أنها قد لا تحمل رسالة، ولكن أيضاً من الضروري أن تناسب قيمنا وأخلاقنا، هذه القصص تثري مفردات الطفل وتوسع خياله وتساعده على التعبير، وتلك بحد ذاتها أهداف مهمة. * ما صفات قصة الطفل الناجحة؟ - هي القصة التي تجعل الطفل يود أن يكمل قراءة الكتاب، تنمي خياله، وتفتح الباب على تساؤلات عدة. * إلى أي مدى تعبر القصة العربية المكتوبة للأطفال عن احتياجاتهم وميولهم؟ - في الفترة الأخيرة نجد اهتماماً كبيراً في مجال أدب الطفل، من جميع النواحي؛ النص الجيد، الرسومات والإخراج المتقن، نمتلك كتاباً ورسامين مبدعين، وأصبحت لدينا دور نشر متخصصة في أدب الطفل تنافس العالمية، ففي الإمارات نفخر بوجود دار نشر متفردة كدار كلمات، وكذلك دار العالم العربي ودار الهدهد وغيرها، نعاني نقصاً في القصص الموجهة لفئة اليافعين، ولكن الفترة الأخيرة لاحظتُ اهتماماً من قبل الكُتاب وأصحاب الجوائز بهذه الفئة. * من المسؤول عن تحسين وضع مستوى القراءة باللغة العربية عند الأطفال؟ - المسؤولية تقع على عاتق الجميع، علينا أن نعمل جميعاً ومعاً، في الإمارات نفخر بوجود قيادة رشيدة تعمل على رفع مستوى القراءة ليس في الإمارات فقط بل في العالم العربي، ولعل مشروع «تحدي القراءة العربي» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكبر دليل على ذلك.
مشاركة :