النعمة: الإسلام دين اليسر لا يعرف المشقة ولا التكلف

  • 1/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة الداعية عبد الله النعمة، في خطبة الجمعة أمس، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، أن الإسلام دين اليسر والرفق والرحمة، وشريعة الله الخالدة، وشرعته الخاتمة، وفطرته السابقة، وملته الناسخة التي لا يُقبل من أحد سواها. وقال: «إن الله تعالى جمع هذه الشريعة الإسلامية بين كونها حنيفية خالصة، وبين كونها سمحة سهلةً؛ فهي حنيفية في التوحيد والقصد، وسمحة في العمل والعبادة»، حيث روى أحمد عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: «قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: الحنفية السمحة».أضاف: التيسير والرفق في الإسلام سمة ظاهرة، تتجلى في عقائده وعباداته ومعاملاته وأخلاقه، وما خُير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدِّينَ يسر، ولنْ يشادَّ الدِّينُ إلّا غَلَبه فسدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، واسْتعِينُوا بِالْغدْوةِ والرَّوْحةِ وشَيْءٍ مِن الدُّلْجةِ). لافتاً إلى أن الرجل السهل من عباد الله يحبه الناس، ويرغبون إليه، لاتباعه سنة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، ومن يسر على الناس أمورهم يسر الله له أموره. روى أحمد بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمح يُسمح لك». وأوضح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إن من خيار هذه الأمة وأفضلها رجالاً هو السمح في تعامله، الرفيق في صفاته وأخلاقه، فقد روى الطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل المؤمنين رجل سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء، سمح الاقتضاء». وجعل الله سماحة المسلم من أعظم أسباب دخول الجنة، فقد صح عند أحمد عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «دخل رجل الجنة بسماحته قاضياً ومتقاضياً». وأشار إلى أن الإسلام شريعة وسط، وحنيفة سمحة، مبناها على التيسير ورفع الحرج، والبعد عن المشقة، والتكلف والتنطع والتشدد والتعمق، جاء في الأثر عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً: «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض نفسك عبادة الله، فإن المُنبَت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى»، والمنبت هو المنقطع في سفره قبل وصوله، لافتاً إلى أن التيسير ورفع الحرج مبناه على السماحة في التعامل، والرفق بالخلق، والرحمة بهم، وعدم العنف والمشقة بهم. وقد روى أحمد عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: «حر وعبد»، قلت: ما الإسلام؟ قال: «طيب الكلام، وإطعام الطعام» قلت: ما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة»، قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: «‏من سلم المسلمون من لسانه ويده»، قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن ...». وأوضح أن السماحة من الإيمان، وهي خيرة الله لعباده، فعن محمد بن المنكدر، قال: «كان يقال: إذا أراد الله بقوم خيراً أمّر عليهم خيارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي سمحائهم»، وقد جاء في المأثور من الحكمة: «السماح رباح»، أي المساهلة في الأشياء تربح صاحبها. وقال الشافعي -رحمه الله-: وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى.. ودافع ولكن بالتي هي أحسن;

مشاركة :