قال فضيلة الداعية عبد الله بن محمد النعمة، في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، إن العزة والكرامة والشرف والإباء من صفات الإسلام النبيلة التي حث على التحلي بها. وأضاف: «العزة في مفهوم الأخلاق الإسلامية هي كبرياء الإيمان في نفس المؤمن اعتزازاً بربه ودينه، وتمرداً على الاستكانة والضعف، وبعداً عن الهوان والذل، وتعالياً على أباطيل الحياة، لافتاً إلى أن النفس المسلمة تتصل بالخالق العظيم، وهي عفيفة عزيزة، لا تعرف الصغار والضعف، ولا تلين لمتجبر ولا لكافر، ويكفيها ذلك شرفاً وكرامة». وقال «إن العز الحقيقي في الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم القائل: (بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)، وجماع ذلك كله تحقيق العبودية لله الواحد القهار، وطلب الرفعة بدينه وشرعه.» وأوضح النعمة أن اعتزاز المسلم بربه ودينه ونفسه المسلمة، من أعظم الوسائل المعينة له على الحياة الكريمة، وأن الله تعالى هو العزيز الغالب، وعزته هي المصدر لكل عزة، ويهبها لمن يشاء من عباده. وأضاف أن العزة المستمدة من الله، دائمة لا تزول ولا يخالطها الذل أبداً، وأن الله تعالى استأثر بالعزة الحقيقية، فلا يجدها إلا من يتولاه سبحانه وتعالى ويطلب عنده الشرف ويركن إلى حماه ويلجأ إلى رحمته، فالعزة والشرف ليسا في جمع الأموال ولا تكثير الأولاد ولا تحصيل المناصب، وإنما بكون المسلم عبداً لرب الأرض والسموات. وتابع: «المسلم عزيز النفس، لا يمرغ وجه في التراب لعرض زائل ولا لشهوة جامحة ولا الهوى متغلب بعد أن أعزه الله بالدين والتوحيد، فعلت همته وارتفع قدره وسمى شأنه عند الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ). وشدد النعمة على ضرورة أن يكون المسلم عزيزاً مظهراً لدينه معتزاً بخالقه مجانباً للباطل وقادته، لا تلين قناته ولا تهون عزيمته، لأنه متصل بمن يملك العزة والقوه، والله كافٍ عباده وهو حسبهم ونعم الوكيل.;
مشاركة :