أكدت المتخصصة في الأمن السيبراني الإعلامية الجزائرية منى شلبي على أن رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تُعد نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، فهي ركزت كثيراً على تقوية وتعزيز الأمن السيبراني نظراً للتحول الرقمي الذي يشهده العالم وعلى رأسها المملكة. وقالت في تصريح لـ"الرياض": إن المخاوف تزداد يوماً بعد يوم إثر التهديدات المستمرة والاختراقات الواقعة على مستوى الأجهزة الإلكترونية، خاصةً إذا كانت هذه المخاوف تتعلق بمصير دول تتعرض أجهزتها ومؤسساتها للاختراقات الجسيمة التي تدمر أنظمتها الإلكترونية من خلال فيروسات وبرامج تدميرية، تتسبب في سرقة أموال من البنوك، وتسريب معلومات خطيرة تتعلق بأمن الدول وعلاقتها بدول أخرى في إطار الصراعات القائمة التي انتقلت إلى حروب إلكترونية أشد خطورة وبأساً من تلك الحروب الساخنة والباردة. وأضافت أن حالة من القلق الطبيعي تعيشها الدول والأفراد على حد سواء من ارتفاع نسبة الاختراقات على هواتفهم الذكية وأجهزتهم الإلكترونية، وما يزيد من جرعة القلاقل عجز الشركات الكبرى من منع هذه الاختراقات، وهذا ما أعلنت عنه شركة "غوغل" مؤخراً بأنها حذفت خمسة وثمانين تطبيقاً تسبب بإلحاق الضرر للملايين من مستخدمي نظام أندرويد عبر مطوري التطبيقات الذين استخدموا طرقاً خبيثة لتحقيق أهدافهم التخريبية من خلال تطبيقات ألعاب وغيرها تم تثبيتها من قبل عدد كبير من المستخدمين. وبينت أن ما صرحت به شركة آبل مؤخراً أثار المزيد من الجدل حول مدى إمكانية حماية الأمان والخصوصية في الأجهزة الذكية، الشركة أعلنت في إطار معرض "CES 2019" سخريتها العلنية من أمان مساعدي "غوغل" و"أليكسا"، وهذا من الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة الأميركية عبر وكالة أمنها القومي إلى إطلاق أداة الهندسة العكسية وهي أداة تفكيك برمجية لمواجهة تلك الاختراقات، كما أن وكالة الفضاء الأميركية هي الأخرى تواجه تسريباً للبيانات، وهو ما يؤكد على ضرورة التحرك السريع لوضع استراتيجية أمنية مختصة بالأمن السيبراني وتطوير الأجهزة المستخدمة في الحماية عالية التقنية لتتصدى لتلك التهديدات المتواصلة. وذكرت أن رؤية المملكة 2030 تجربة نوعية يحتذى بها عربياً، مما جعل المملكة دولة رائدة في مجال الأمن السيبراني، فهي تولي اهتماماً كبيراً به نظراً للأهمية البالغة التي يحظى بها في حياة الأفراد والمؤسسات بأنواعها وأجهزة الدولة المختلفة، ولا يخفى على الجميع أن الرؤية أكدت على تقوية هذا الجانب لتعزيز الأمن السيبراني، في مقابل ذلك استدعى هذا التحول وضع استراتيجيات أمنية وخطط تقنية لمواجهة التحديات التي تواجهها مرحلة التحول إلى الفضاء الإلكتروني، وعلى رأسها حماية الأجهزة الإلكترونية والشبكة العنكبوتية وما تحويه من معلومات وبيانات مهمة ترتكز وتقوم عليها أنظمة العمل في المؤسسات المختلفة السياسية منها والاقتصادية والأمنية وغيرها، من التهكير الممنهج من أجل تدمير هذه الأنظمة الإلكترونية، وإتلاف ما فيها من معلومات وسرقتها ما يؤدي إلى أضرار جسيمة، خاصةً إذا تعلق الأمر بالمؤسسات الحيوية في الدولة، والذي ينعكس بشكل خطير على اقتصادها وعلى أمنها واستقرارها. وأوضحت أن المملكة تفطنت إلى ضرورة إنشاء وتأسيس أجهزة مختصة بحماية الأمن السيبراني من كل هذه التهديدات والأخطار، فكان الأمر الملكي بتأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني لصد الهجمات المتكررة على مختلف الأجهزة الإلكترونية، خاصةً عقب العام 2012 والهجوم الفيروسي الذي ضرب كبرى الشركات في المملكة على رأسها شركة أرامكو، الأمر الذي أكسب المملكة خبرة في هذا المجال، ودفعها إلى تطوير أجهزة حماية أمنها السيبراني وتنظيم دورات احترافية بهذا الخصوص. وشدّدت على أهمية تنظيم دورات تدريبية لبرامج تحسيسية بأهمية الأمن السيبراني، نظراً للأهمية الكبيرة التي يحظى بها على مستويات عدة على رأسها الاهتمام الإعلامي به لما لهما من ترابط كبير، خاصةً كما قلنا: إن الفضاء الإلكتروني بات يكتسح حياتنا وأصبح جزءاً لا يتجزأ من بيئة عملنا، كما أن الإعلام المعاصر أصبح يعتمد بشكل كبير على الشبكات الإلكترونية، وهذا يستدعي منا فهم العلاقة المتينة بينهما، لذلك لابد من إدراك أهمية الدورات التدريبية التي تهتم بتنظيم برامج تحسيسية تتعلق بفهم جيد لأهمية الأمن السيبراني على بيئتنا الإعلامية، للمحافظة على الكم الهائل من المعلومات والأخبار والبيانات المحفوظة في الأجهزة الإلكترونية. منى شلبي
مشاركة :