رغم أن أثبته العلم من وجود آثار صحية سيئة، تترتب على نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم، وما يسببه من أمراض، منها الاضطرابات النفسية، فإن الكثيرين ما زالوا يعتقدون أن هذه الاضطرابات تعود إلى الحسد وحده، ولا فائدة من علاجها طبيًّا، وهو ما يصطدم بالعلم الحديث بشكل قاطع، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة في غالب الأحيان. وتقول الاختصاصية النفسية سوزان سنبل: إن تشابه أعراض نقص الفيتامينات والمعادن، وما تسببه من اضطرابات، مع بعض أعراض الإصابة الروحية كالحسد، تسبب في سيطرة الوهم على الكثيرين؛ ما جعل مسألة علاجهم صعبة، وتصطدم بالمعتقدات الخاطئة التي يتبنونها. وأوضحت لـ»المدينة»، أن من يعانون نقصًا في فيتامين «ب 12»، وفيتامين «د»، يصابون بأعراض نفسية حادة، منها نقص الطاقة، والاكتئاب، وصعوبة التركيز، وفقدان الذاكرة، والخدر، والدوار، والعصبية، خاصة إذا كانوا من كبار السن، أو النباتيين الذين لا يستخدمون مكملات الفيتامينات، والأطفال لم يتزودوا بالغذاء المفيد واللازم لنموهم، نتيجة خلل في التثقيف الغذائي والصحي. وأضافت: «جزء كبير من المجتمع، على اختلاف وتباين مراحله العمرية والثقافية، يفسر تلك الأعراض على أنها إصابة بالعين أو الحسد، خاصة بعد التعرض لعبارات الثناء والمدح من الآخرين، بشكل يدفعهم للاعتقاد بأنهم تعرضوا لأثر العين، فتحصل عملية الربط بطريقة لا شعورية؛ نظرًا للموروث الثقافي المكتسب من البيئة المحيطة». وتابعت: «هذا التفكير ينتج عنه قلق وخوف مرضيين؛ مما يمنع المصابين به من العيش بحرية، والاختلاط بالآخرين دون الشك فيهم، أو الحذر منهم، فينتج عن ذلك مواقف مشحونة بالتوتر، تؤثر سلبًا على التفاعل الاجتماعي السليم بين الأفراد». ودعت إلى تعلم التفكير بصورة منطقية وواقعية، مضيفة: «العين حق ومذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، لكن في الوقت ذاته مذكور كيف يمكن الوقاية منها؛ لذا فليس كل ما نعانيه يكون بسببها».
مشاركة :