طالبت كندا الرياض مجددا بالإفراج عن المدون السعودي رائف بدوي المعتقل منذ 2012. يأتي ذلك في وقت تمر فيه العلاقات السعودية الكندية بتوتر شديد وصل إلى حد قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع كندا. أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ليلة الجمعة/السبت أنّ الإفراج عن المدوّن السعودي رائف بدوي المعتقل منذ العام 2012 هو "أولويّة" لجميع الكنديّين. وقال ترودو في مؤتمر صحافي إنّه أثار "مباشرةً" ملفّ بدوي مع وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان في قمّة مجموعة العشرين في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر في الأرجنتين. وأشار رئيس الوزراء الكندي إلى أنّه اقترح على وليّ العهد السعودي أن يتمّ منح العفو الملكي للبدوي. وأضاف ترودو بعد اجتماع لمجلس الوزراء في شيربروك، على بعد 160 كيلومترًا شرق مونتريال، أنّ "حلّ هذا الملفّ والإفراج عن رائف بدوي ليسا أولويّة بالنسبة إليّ وإلى عائلته فحسب، بل لجميع سكّان كيبيك وجميع الكنديّين". يذكر أن زوجة بدوي وأطفاله الثلاثة يعيشون في كندا. والتقى ترودو زوجة بدوي، إنصاف حيدر، وقال إنّه لا يستطيع "أن يتخيّل" ما تعيشهُ هي وأطفالها بسبب سجن المدوّن "منذ وقت طويل". يشار إلى أن بدوي المؤسّس المشارك للشبكة الليبراليّة السعوديّة العام 2012 اعتُقل بتهمة الإساءة إلى الإسلام، وحكم عليه في أيّار/مايو 2014 بالسجن عشرة أعوام وبألف جلدة موزّعة على 20 أسبوعا، ما تسبب في ردود فعل دوليّة مندّدة. يذكر أن كندا أبدت في أكثر من مناسبة تعاطفها وتضامنها مع النشطاء السعوديين، وخصوصا مع النشاطات السعوديات. وتمرّ أوتاوا والرياض بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة منذ الصيف الماضي، حينما أعربت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند عن قلقها إزاء اعتقال السعودية لناشطات طالبن بحقوقهن. وكانت فريلاند قد نشرت في آب/أغسطس من العام الماضي تغريدة طالبت فيها السلطات السعودية بالإفراج عن ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار حفيظة الرياض وتسبّب بأزمة دبلوماسية بين البلدين. وردّت الرياض على تلك التغريدة بطرد السفير الكندي المعتمد لديها واستدعاء سفيرها من اوتاوا وتجميد المبادلات التجارية والاستثمارات بين البلدين. ومؤخرا استقبلت كندا الفتاة السعودية الفارة من بلادها رهف محمد القنون، التي قالت إنها تعرضت للتعنيف من قبل أسرتها، وأعطتها اللجوء. وكانت في استقبالها وزيرة الخارجية الكندية شخصياً. واغتنمت فريلاند الفرصة للتذكير بمبادئ الدبلوماسية الكندية الكبيرة في عهد ترودو فقالت إن حقوق الإنسان وخصوصاً حقوق النساء في السعودية أو في خارجها، ستبقى أولوية الحكومة. ح.ع.ح/ع.ج.م (أ.ف.ب)
مشاركة :