فلسفة الحب لدى سعيد بن مانع

  • 1/20/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الشاعر الرائع سعيد بن مانع: اضحك فديت الضحكة المغروره سولف يا جعله ما يسولف غيرك تقول لي: مشاعرك معموره واقول هذي كلها من خيرك عندما نتحدث عن الحب.. فإننا بشكل غير مباشر نتحدث عن العطاء، فلا شك أن الحب أحد أهم الموارد الإنسانية التي تقدم لنا المعنى الحقيقي للعطاء والتفاني والحرص الدائم على إسعاد الآخر، وسعيد بن مانع في البيتين السابقين كان له فضل الإيجاز والإنجاز الشعري في تقديم المعنى لما سبق ذكره ولكن بقالب شعري إبداعي أكثر من رائع، فاستهلال سعيد بالمديح وبناء الطينة الأساسية لرفع نشوة الفخر للمعشوق كانت خير هدية تخبر المتلقي عن هذا المتفرد الذي يسكن قلب الشاعر وكأنه لا يريد لغيره الحديث وقد قالها صريحة حين قال: جعله ما يسولف غيرك.. فيحق للمعشوق أن يفتخر بنفسه وذاته التي كان لمديح الشاعر فضل أرتفاع الشأن بها. وعندما بادر المعشوق بالرد.. فكأنه يصف الفيضان الإبداعي للشاعر والذي تمثل في تكبير حجم المشاعر  وجعلها كالبناء العالي المشيد، ليعود الشاعر ليرد بكل تواضع: هذه كلها من خيرك، وهنا يكون الاعتراف بأن هذه المشاعر دون هذا المعشوق مقيدة ومكبوتة وليس لها أن تكون معلومة في الوجود إلا من خلاله. تحدث سعيد بن مانع بصفته ولسانه، ولكن صدى القول تحدث عن الكثيرين.. والأجمل أنه أوجز معنى العطاء في العشق، فالعشق دون عطاء... كالكلام دون معنى، وسعيد بن مانع أصاب المعنى وأبهر في الكلام.. وقدم لنا بفلسفته الخاصة توضيحاً لعنصر قل وجودة في عالم العشاق، فالعطاء والاعتراف بالفضل من أعلى صفات الحب.. ولك أن تتوقف عزيزي القارئ مع تكملة البيتين لتستنتج القاعدة التي كونت فلسفة بن مانع حين أكمل بالقول: باعلمك عن خافقي وشعوره إن كان ما تعرف مدى تأثيرك شكلت أنا والفرحة أجمل صوره كانت من إبداعك ومن تصويرك   مشاعر صادقة + عطاء + اعتراف بالفضل = الحب الحقيقي شكرًا سعيد بن مانع.

مشاركة :