من ابجديات كرة القدم انها عالم ساحر مليء بالمفاجآت، كما ان ايامها ليست كلها عسل، فبعض خساراتها تصل المرارة فيها حد الدمع والاحباط، ذلك لا يلغي جمالية كرة القدم وجنونيتها، التي جعلت منها اللعبة الاولى عالميا، كما انها خطفت الاضواء من رجالات بعض الدول لدرجة اصبح النجم الموهوب ماركة مسجلة، لا يمكن تجاهلها في اي اوساط كانت.. من هنا كان لعزف السلام الوطني وترديد الشعار بالمباريات الرسمية ياخذ طابع الاحترام والتبجيل والتقديس لدرجة البكاء نتيجة الشعور بالانتماء والعيش لحظات اقرب منها لخوض معركة حاسمة لرفع رايات النصر والولاء الوطني قبل اي ميادين اخرى.. في اول ردي فعل متوقعة لكونتي بعد الخروج الحزين من نهائي يورو 2016 بباريس امام المانيا، بضربات الحظ، قال كونتي مدرب ايطاليا بحروف يختلجها الدمع والحزن من كل جنباتها: (لا نشعر بالعار وخرجنا مرفوعي الراس وفريقنا الافضل في العالم).. بعد تلك المباراة يكون كونتي قد ودع منتخب الطليان وفقا لاتفاق مسبق مع الاتحاد الايطالي، الذي لم يتجرأ احد منهم لاقالته او انتقاده بعد الخروج لاسيما وقد خلق وترك فريقا كله قوة ونجوم وشباب، فضلا عن تقديمه لمسات ساحرة لم توقفها عن النهائي الا ظلامية قرعة البطولة او ترتيباتها المعتمدة من قبل المنظمين لاجل عيون الديوك.. لا يختلف اثنان على ان بوفون رمز وجوهرة ايطاليا التي لا تموت، كان نجما من نجوم المباراة وقدم كل شيء وحاول وصد ما يمكن ان يسهل احراز كأس البطولة، لولا اضاعة رفاقه لضربات الترجيح.. وقد شوهد بعد المباراة وهو يذرف الدموع.. بصور مع الميتها لكنها تعبر عن الحب والوفاء فضلا عن الولاء.. اذ لم يستطع بوفون، أن يتمالك نفسه بعد الخسارة أمام ألمانيا، فسقطت دموعه بغزارة عقب نهاية اللقاء، وضياع حلمه بحمل كأس اليورو مع إيطاليا. وأعلن بوفون (38 عاما)، في وقت سابق، أنه سوف يعتزل لعب كرة القدم بعد مونديال روسيا 2018، إلا أنه ربما لا يستطيع استكمال مسيرته مع الآزوري حتى كأس العالم. وقدم بوفون أداءً رائعا خلال اليورو وحافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات أمام بلجيكا والسويد وإسبانيا، ولعب دورا كبيرا في صعود منتخب إيطاليا إلى دور الـ 8، وتلقت شباك بوفون هدفا وحيدا في اليورو، قبل خروج منتخب بلاده أمام ألمانيا في دور الـ 8، بتوقيع مسعود أوزيل نجم المنتخب الألماني، في المباراة الماراثونية التي انتهت بركلات الترجيح (7-6) لصالح الماكينات، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1). ودع أنطونيو كونتي منصبه كمدرب لايطاليا بقلب مكسور لأنه سيترك خلفه مجموعة رائعة من اللاعبين. وقال كونتي في مؤتمر صحفي كانت مباراة صعبة من جميع الجوانب. أظهرنا روحا عالية في التغلب على العقباتوأضاف من المخجل الخروج بهذه الطريقة لأنها مسألة حظ. لكن فريقا كبيرا هو الذي تأهل وأعتقد أنه الأفضل في العالم من كل الزوايا وتابع كنا نؤمن بقدرتنا على الفوز.. كان اللاعبون في خيبة أمل شديدة بعد المباراة. في ختام حديثه اشار كونتي الى بعض وجوه فلسفة حب كرة القدم قائلا:كرة القدم قد تجلب لك السعادة وقد تترك مذاقا مريرا في فمك).
مشاركة :