مدينة كراماتورسك الواقعة في شرق أوكرانيا المضطرب تتعرض لقصف مكثف استهدف قاعدة الجيش النظامي في شرق البلاد، مما خلَّف قتيليْن في صفوف الجيش وسبعةً آخرين مدنيين في الأحياء السكنية القريبة. حصيلة ضحايا المعارك الضارية الجارية في شرق أوكرانيا بلغتْ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أربعة عشر قتيلا على الأقل، من بينهم سبعة مدنيين، وثلاثة وعشرون جريحا. هذا التصعيد يأتي في ظل المساعي الدبلوماسية على أساس مبادرة السلام الألمانية الفرنسية التي يجري التفاوض بشأنها والتي يحاول كلُّ طرف تعزيز موقفه على ضوئها ميدانيا قبل الاجتماع الرباعي المتوَقَّع الأربعاء في العاصمة البيلاروسية مينسكْ بين روسيا وأوكرانيا بحضور فرنسا وألمانيا. المعارك الأشد تجري في مدينة ديبالتسيفي الإستراتيجية بموقعها الجغرافي وهياكلها الخاصة بالنقل بسكك الحديد الرابطة بين مدن شرق أوكرانيا الانفصالي حيث يُحاصِر الموالون لموسكو حوالي عشرة آلاف جندي نظامي منذ أسابيع. وفيما تُهدد واشنطن بمدّ كْييف بأسلحة متطورة في حال فشلِ المبادرةِ الألمانية الفرنسية، وهو ما تعتبره موسكو تصعيدا خطيرا سترد عليه، بادرتْ القوات الروسية إلى إجراء مناورات عسكرية في شبه جزيرة القرم بالتزامن مع تدريبات عسكرية في الجنوب الروسي المحاذي للحدود الأوكرانية الشرقية. وفي خضم كل ذلك، يبقى المدنيون رهائن الحسابات الجيوستراتيجية الإقليمية والدولية يدفعون فاتورةً باهضة ويموتون يوميا بالقصف والرصاص الطائش والغُبن ريثما يتفق السياسيون.