نهيان بن مبارك: التسامح والتعايش السلمي رسالة الإمارات إلى العالم

  • 1/20/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: إيمان سرور، ونجاة الفارس افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح صباح أمس، المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي يقام في العاصمة أبوظبي في فندق روتانا السعديات، بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، والشاعر والكاتب الصحفي حبيب الصايغ الأمين عام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وإبراهيم العابد مستشار رئيس المجلس الوطني للإعلام، ورؤساء وأعضاء اتحادات ونقابات وجمعيات الكتاب العربية. بدأ الافتتاح الذي قدمه الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم عضو الاتحاد المستشار في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بعرض فيلم قصير حول المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ونهجه ومواقفه وأفكاره ورؤيته فيما يخص مفهوم التسامح، الذي اعتمد على الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية والعربية السامية. وقال الشيخ نهيان في كلمته: «أحييكم جميعاً أطيب تحية، وأقدر لكم جميعاً، اهتمامكم العميق، بتطوير مسيرة مجتمعاتنا العربية دائماً نحو الأفضل، وبتأكيد الدور الريادي، للاتحاد العام للأدباء والكُتاب العرب، باعتباره مظلة مرموقة، للعمل القومي الهادف، الذي يركز على تمكين الأدباء والكُتّاب العرب، من أداء دورهم، في تشكيل مستقبل المنطقة، وتأكيد مكانتها اللائقة بها، بين أمم العالم. أحيّي فيكم، حرصكم الكبير، على توفير كل سبل العزة والقوة، للأمة العربية، وتحقيق الوحدة والتآلف، بين أقطارها. أحيّي حرصكم الكبير، على أن يكون اتحادكم مجالاً فعالاً لمناقشة الأمور المهمة، في العمل العربي المشترك، والخروج بقرارات وتوصيات مناسبة تجد طريقها الصحيح إلى التطبيق والتنفيذ». وأضاف: «إنني أعبّر لكم كذلك، عن تقديري لاختياركم -ثقافة التسامح وبناء الهوية بين الأنا والآخر- موضوعاً لندوة المؤتمر، وكما تعلمون، فإن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قد وَجّه بأن يكون هذا العام -عام التسامح- في الإمارات، وكما استمعنا في الحديث المسجل، لمؤسس الدولة المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإن التسامح والتعايش السلمي في الإمارات، هو الحياة في سلام مع الآخرين، واحترام معتقداتهم وثقافاتهم، وهو الإدراك الواعي، بأن التعددية والتنوع، في خصائص السكان هما مصدر قوة للمجتمعات البشرية. إن المغفور له الوالد الشيخ زايد، كان يقول لنا دائماً إن الالتقاء بين البشر والاحترام المتبادل بينهم، والعمل المشترك والنافع معهم، يؤدي دائماً إلى تحقيق الخير والرخاء للجميع. كان يقول لنا، إن التسامح والتعايش مع الآخرين، هو تعبير عن الثقة بالنفس، والاعتزاز بالثقافة والهوية. كان يقول لنا دائماً، إن رسالتنا إلى العالم، هي أننا في الإمارات، بل وفي الأمة العربية كلها، حريصون كل الحرص على تحقيق التعايش والتواصل والتآلف والحوار الهادف بين الجميع، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في كافة ربوع العالم». وحول موضوع ندوة المؤتمر «ثقافة التسامح وبناء الهوية»، قال الشيخ نهيان: «إنني حريص في الوقت نفسه، على أن أعرض أمامكم، وباختصار شديد، لعدة نقاط، ألخّص بها وجهة نظري حول هذا الموضوع المهم: أولاً: أن نقطة البداية دائماً، تتمثل في تحديد مفهوم واضح للهوية، والاتفاق على كافة أبعادها، بما في ذلك منظومة القيم والعادات، التاريخ، التراث العربي والإسلامي الأصيل والمعاصر، عناصر الولاء والانتماء، التعددية في خصائص السكان، وعوامل التجانس الثقافي، الحرص على الارتباط بمسيرة العالم. ثانياً: إن علينا -نحن العرب- أن ندرك تماماً أن الإحاطة بعناصر هذه الهوية، وتعميق مشاعر الاعتزاز بها، هي أمور ضرورية لبناء قدراتنا التنافسية في العالم، والتعود على معاملة الآخرين معاملة الندّ والنظير، وذلك في إطار فهم ذكي، لطبيعة وأبعاد العلاقات بين الأمم والشعوب في عصر أصبح فيه العالم، قرية صغيرة. ثالثاً: إن المناقشات والمداولات حول الهوية، هي وسيلة مهمة للاطمئنان إلى أصالة تاريخنا، وعراقة هويتنا، نحن أصحاب حضارة عريقة، وأصول راسخة وأفكار متدفقة، تؤهلنا دائماً للإسهام الفاعل والمؤثر في مسيرة البشرية، دون تشدد أو تعصب أو تحيز. نحن أمة، قادرة على أن تتعامل وتتفاعل مع الآخر، دون أن يكون في ذلك أي مساس بشخصيتها أو هويتها على الإطلاق. رابعاً: إن وجودنا معاً اليوم في هذه الندوة، حول التسامح والهوية، هو تعبير قوي عن دور الأدب والفكر في تشجيع التفاعل الناجح بين أتباع الحضارات والثقافات، بل وبناء العلاقات بين الأمم والشعوب على أساس التعاون والتعايش». وختم بالقول: «إنني أدعوكم، أنتم قادة الفكر والأدب في المنطقة، إلى بذل كل الجهد من أجل أن يكون العمل الفكري والأدبي، وسيلة للانفتاح بين الأمم والشعوب، بحيث يتعرف كل منها على تاريخ الآخر وحضارته وعناصر هويته، ويتعايش الجميع معاً في سلامٍ وتقدمٍ ووئام. إنني أدعوكم، إلى أن تكونوا ضمير هذه الأمة، تتخذون من أفكاركم وإنتاجكم الأدبي، أداةً لنشر ثقافة التسامح والتعايش في المجتمع والعالم. أدعوكم إلى الاتفاق معي، في أن نجاحنا في هذا المسعى المهم، ينطلق أولاً وقبل كل شيء، من تحقيق التقدم والأمن والاستقرار في كافة الدول العربية، ولنتذكر دائماً، أن قدراتنا على التأثير الإيجابي في هذا العالم، ونجاحنا في الإسهام الفعال في مسيرته، هما رهن بنجاحنا في الإفادة من الدروس الواقعية والتاريخية». كلمة الأمين العام وقال حبيب الصايغ في كلمته خلال الافتتاح: «ها نحن نعود اليوم إلى أبوظبي في مطلع عام، أسمته بلادي الإمارات عام التسامح، نعود إلى حيث انطلقنا قبل ثلاث سنين، وفي ذاكرة كل منا إضاءة وإضاءات، وها نحن نضع السنوات الثلاث الماضية في الركن الأقصى من الرأس والقلب، ماضين إلى مستقبل ينبني على الحاضر ويتجاوزه، ولم أكن وحدي أميناً. كنتم جميعاً أمناء أوفياء، وتحقق ما تحقق بعمل وإرادة وإصرار الجميع».وأضاف: «أهلاً بكم في الإمارات، وطنكم الثاني، على أعتاب مرحلة جديدة من العمل العربي الثقافي، تحقق أغراض نظامنا الأساسي، وترقى، بتعاون الجميع، بالوسائل والأهداف، مع التذكير بأن تحديات المرحلة كبيرة، ولا بد من عمل شاق جاد، نحو تحقيق أهم ما نصبو إليه، ومنه مأسسة اتحادنا العام أبعد وأعمق، والعمل على تمكين شباب الكتّاب، والمضي في اتخاذ المواقف الواضحة من قضايا الأمة ومستجداتها، إيماناً بأن الكاتب ضمير أمته، فلا يسكت عن حق ولا يتأخر عن واجب».وتابع: «قلنا الثقافة تجمع ما تفرّقه السياسة، وبرهنا، عملياً، على صحة ما قلنا، ونقول اليوم ونردد: الكتاب العرب يتمسكون بالمبادئ والقيم التي تربوا عليها في مدرسة أمتهم، قيم الخير والأخوة والصداقة، وقيم العطاء والتضحية والمساواة والحرية، مؤكدين أن القضية العربية المركزية الأولى هي فلسطين وفي صميمها القدس، وفي صميمها كل شبر محتل، مع رفض التطبيع مع الكيان المحتل وإدانة كل أشكاله». وختم الصايغ بالقول: «لا بد من التأكيد على المحبة في العمل، وعلى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تحقيق وتفعيل الشراكة، كما نريد نحن، وكما عدلت وفقه مواد نظامنا الأساسي، الذي ينتظر النظر في صيغته النهائية مع بدء اجتماعاتنا». تكريم كرم الشيخ نهيان وحبيب الصايغ، الفائزين بجوائز الاتحاد. حيث فاز بجائزة القدس عن الكتّاب العرب، الكاتب والمفكر الإماراتي الدكتور يوسف الحسن عن مجمل أعماله التي تناولت القضية الفلسطينية، كما فاز بها عن الكتّاب الأجانب، المترجم الروسي أوليج بافيكين، تقديراً للخدمات الجليلة التي قدمها للأدب والثقافة العربية. أما جائزة عرب 1948 التي تمنح للأدباء والشعراء العرب الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة، فقد منحت مناصفة للشاعرين سامي مهنا ومعين شلبية، وقد حجبت جائزة الشخصية العربية المدافعة عن الحقوق والحريات، نظراً لعدم وجود مرشح تنطبق عليه شروط الجائزة. كلمة الوفود ألقى الدكتور وجيه فانوس نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين، كلمة باسم الوفود المشاركة قال فيها: «ها نحنُ نلتقي مُجَدَّداً، وكما هي عادتنا في الاتِّحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب، في عُرسِ ثقافيِّ عامرٍ، تستضيفنا فيه جميعاً الإماراتِ؛ لنتباحثَ في شؤوننا الثَّقافيَّة ونتداول في أوضاعنا الأدبيَّة والتَّنظيميَّة ونتعرَّف على جديد كلٍّ منَّا في دنيا الإبداع الأدبيِّ ومجالات العطاء الفكريِّ، ولنُقرِّر ما نراهُ لازِماً لتحقيقِ رؤانا للمرحلة المُقبلة». وأضاف: «نحن أمام مرحلةٍ جديدة واعدة، بكلِّ خيرٍ، من مراحل مسيرة اتِّحادِنا العام؛ ونحنُ أمام مسؤوليَّاتٍ جمَّةٍ تواجِهُ كلَّ اتِّحادٍ أو رابطةٍ أو جمعيَّةٍ أو أسرةٍ أو مجلسٍ مِن أعضاءِ الاتِّحاد العامِّ؛ ليسَ أقلّها السَّعي المُنَظَّمُ والحثيثُ لإقرارِ - صندوقِ كرامةِ الكاتِبِ العربي-، بما يتيحُ لكثيرٍ من كُتَّابِنا ضمانَ الطَّبابةِ والاستشفاءِ، وما يؤمِّن للمتعثِّرين ماديَّاً، من أعضاء الاتِّحادِ العامِّ، سدَّ بعض تَعَثّرِهِم، ونحنُ أمام مسؤوليَّات تعزيز نشرِ الإبداع الأدبيِّ والفكريِّ لكُتَّابِنا على مستوى العالمِ العربيِّ برمَّتِهِ إن لم يكن العالم أجمع؛ وكذلك تمتينِ عملِ الاتِّحادِ العامِّ في ترجمة الأعمالِ العربيَّة لِكُتَّابنا إلى اللّغاتِ الأجنبيَّةِ، ونحنُ، أيضاً، أمام مهام وطموحات كثيرةٍ، لعلَّ من بينها العمل الدَّؤوب والمسؤول على إصدارِ البطاقةِ الاتِّحاديَّةِ التي تتيحُ للكُتَّابِ العربِ، اعتمادَها بمثابةِ جوازِ سَفَرٍ دبلوماسيٍّ اتِّحاديٍّ، يُعَزِّزُ فاعليَّةَ وحدةَ العملِ الثَّقافيِّ العربيِّ».

مشاركة :