مسلمو الروهينجا في بنجلاديش.. مأساة الاضطهاد ومحنة اللجوء

  • 1/20/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ملامحهم وحدها تختزل حجم مآسيهم، وكلماتهم المتعبة والمثقلة بتفاصيل محنة الاضطهاد واللجوء تبدو متعثرة على الألسن، فيما تتكفل نظراتهم وحروفهم المحتبسة على أطراف الأعين والألسن بسرد بقية القصة. هم مسلمو الروهينجا المهجرون من ديارهم بإقليم أراكان غربي ميانمار، ممن فروا من اضطهاد جيش بلادهم والعصابات البوذية، ليقيموا في مخيمات بمدينة كوكس بازار في بنجلاديش. فروا هاربين فنجت أجسادهم، غير أن عقولهم لا تزال مثقلة بهول ما اختبروه من المجازر والظلم الذي تعرضوا له على يد الجيش الميانماري والمجموعات البوذية التي قتلت عدداً كبيراً منهم، وأجبرت الكثيرين على ترك وطنهم واللجوء إلى بنجلاديش.يعيش نحو 1.5 مليون روهينجي مسلم ممن لجؤوا إلى المخيمات في كوكس بازار، ظروفاً صعبة للغاية؛ تنضاف إلى ما يكابدونه كل يوم من آلام نفسية، ومحاولات يائسة لنسيان الذكريات المؤلمة التي عاشوها في وطنهم، من ظلم واضطهاد إلى جانب فقدانهم لأقربائهم وذويهم.ظافر إسلام -لاجئ روهينجي، يقيم منذ نحو عام ونصف في مخيم «كوتوبالونغ» بمدينة كوكس بازار- تحدث للأناضول عن محنته، وعما كابده من أهوال، قائلاً: «عناصر جيش ميانمار قتلت والديّ رمياً بالرصاص قرب منزلهما في إقليم أراكان».وعقب تلك المجزرة البشعة، اضطر إسلام لمغادرة منزلهم، وفر إلى المخيم مع شقيقته وزوجته، وأبنائه الثلاثة. وبأسى تابع قائلاً: «لا يمكنني نسيان تلك الأيام، وما زلت أحمل آثارها في ذاكرتي إلى اليوم».بدورهما، قال الزوجان اللاجئان روهلامين وأنوار بيغوم، للأناضول، إنهما يعيشان مع طفليهما في المخيم في ظروف صعبة جداً. وبخصوص محنة لجوئهما، أضافا: «اضطررنا للمشي سيراً على الأقدام رفقة أطفالنا لمدة أسبوع، ومن ثم السباحة في نهر ناف (ينبع من سفوح المرتفعات في أراكان)، للوصول إلى المخيم».«تركيا لم تتخلّ عنا»حالياً، تقطن العائلة الروهينجية في منزل من قصبات البامبو، تم إنشاؤه بدعم من الأتراك.وأكدت عائلة بيغوم تمسكها بالحياة بفضل الدعم التركي، قائلة: «تركيا كافحت لأجلنا، ولم تتخلَ عنّا في المخيم، وإننا نرى موقف الأتراك الداعم لمسلمي الروهينجا، من خلال المساعدات التي يقدمونها هنا».وأردفت: «في الأيام الأولى من مجيئنا إلى هنا، لم يكن لدينا مكان يؤوينا، ثم جاء أشخاص أتراك وشيدوا لنا المنازل، وبذلك أصبح لدينا منزل يؤوينا، وإننا نتقدم ببالغ الشكر لتركيا شعباً وحكومة للدعم الكبير الذي قدموه لنا».من جانبه، قال اللاجئ أمير حسين، ذو الـ 55 عاماً، إنه وصل إلى المخيم مع أبنائه الـ 6 وحفيده، بعد قطع مسافة طويلة مشياً على الأقدام استغرقت حوالي مدة أسبوع.ومستعرضاً تفاصيل مأساته، أضاف للأناضول: «جئنا إلى المخيم في مجموعة كبيرة تضم حوالي 600 شخص، ونقيم الآن في المنازل التي أنشأتها تركيا، ونعيش على المساعدات التي تأتينا من هذا البلد». وتابع قائلاً: «أنا أدعو لكل الأتراك الذين لم يتركونا وحيدين هنا».أما اللاجئ محمد نور (64 عاماً)، فقال للأناضول إنه جاء إلى المخيم مع زوجته وبناته الأربع، بعد مسيرة شاقة استمرت مدة 12 يوماً، لافتاً إلى أنه فقد الكثير من أقربائه، سواء في أراكان، أو في الطريق إلى بنجلاديش.وأشار إلى أن «تركيا تأتي في مقدمة الدول التي ترسل المساعدات الإنسانية إلى المخيم، وأن الكثير من المنظمات التركية أنشأت آلاف المنازل، والمشافي، والمساجد، والمدارس، وحفرت الكثير من آبار المياه في المنطقة».;

مشاركة :