مراسلة يورونيوز من العاصمة الأوكراية كْييف ماريا كورينْيُوك تتساءل بعد متابعتها آخر تطورات الأزمة الأوكرانية قائلة: ما الذي سيوقف التصعيد في دونباس الدبلوماسية أم السلاح؟ القادة الغربيون سيتخذون القرار النهائي بعد محادثات مينسك في الحادي عشر من فبراير. في انتظار ذلك، تلح كْييف على أنها بحاجة إلى أسلحة دفاعية. يوم الأربعاء سيطلب البرلمان الأوكراني من الكونغرس الأمريكي مساعدات عسكرية. البرلمان الأوكراني سيتحمل مسؤولية قرار خطير، لأن روسيا استبقتْ الوعيد الأمريكي بتسليح كْييف في حال فشلت المبادرة الفرنسية الالمانية بالتأكيد أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، مما قد يزيد الأزمة الأوكرانية تعقيدا على تعقيد. الخبير في شؤون السياسة الخارجية الأوكراني أوليه فولوشين يوضح بالقول إن كْييف تُراهن على استنزاف الجيش الروسي الذي تتهمه بالمشاركة المباشِرة في المعارك: في أفضل الأحوال، أوكرانيا تتمنى أن تدفع الخسائر لدى الجيش الروسي بوتين إلى وقف الاعتداء، لكن هذا التراجع قد لا يحدث. الحل العسكري خيار لروسيا فقط. الأزمة الأوكرانية التي حصدت أرواح حوالي خمسة آلاف وأربعمائة شخص منذ اندلاعها قبل عشرة أشهر تدخُل مرحلةً حرجة بعد تلويح واشنطن بتسليح كْييف لتمكينها من مواجهة الانفصاليين المدعومين من روسيا في حال فوتَّتْ موسكو فرصةَ العرض الذي تُقدمه لها المبادرة الفرنسية الألمانية لحل النزاع في شرق أوكرانيا. لكن الاحتكام إلى السلاح فقط سيكون باهض الكلفة بالنسبة لكْييف وللمدنيين الذين أتعبتْهم الحرب التي تأتي في ظل ظروف اقتصادية قاسية. وهذا بالذات ما تُعبِّر عنه هذه المرأة في العاصمة الأوكرانية قائلة: لا أعتقد أننا بحاجة إلى القتال وإلى طلب المساعدة العسكرية. لو فعلنا سنكون قد أشعلنا فتيل الحرب العالمية الثالثة. ويضيف أوكراني يبدو في سن التقاعد له رأي آخر بالقول: نحن بحاجة إلى طلب التسليح. يجب على البلدان الغربية أن تُساعدَنا، لأن الأمرَ يهمهم أيضا. في حال استولى علينا الانفصاليون ستتأثر تلك البلدان. في انتظار اتضاح معالم مستقبل الأزمة الأوكرانية على طاولة المفاوضات الرباعية في مينسك غدا الأربعاء، يزداد الاقتتال عنفا بين أوكرانيي الأقاليم الشرقية الانفصاليين والقوات الحكومية، وترتفع معه الكلفة البشرية بوتيرة متسارعة.
مشاركة :