عبد الله بن زايد: أمن واستقرار مصر مهمان لضمان استقرار الدول العربية

  • 2/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت، أمس، بإمارة دبي، لليوم الثاني على التوالي، أشغال القمة الحكومية في دورتها الثالثة، التي يشارك فيها 4000 مشارك من 93 دولة حول العالم، بما في ذلك كبار الشخصيات وقادة القطاع الحكومي والخبراء الدوليين إضافة إلى مشاركة أكثر من 100 شخصية من كبار المتحدثين في جلسات رئيسية تفاعلية جمعت عددا من القادة وصناع القرار والوزراء والرؤساء التنفيذيين وقادة الفكر في مجال الابتكار الحكومي والمسؤولين الحكوميين والخبراء الذين عرضوا آراءهم وأفكارهم ورؤاهم حول الجيل القادم من حكومات المستقبل في عدد من الجلسات المتخصصة. حيث استهلت الجلسات الحوارية الصباحية بندوة تحت عنوان "استشراف حكومات المستقبل" التي القاها معالي ماري كيفينيمي، نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تلتها جلسة بعنوان "تعرف على السيد واتسون: كيف يساهم الذكاء الصناعي في تطوير الخدمات الحكومية" التي نشطها الدكتور بيرنارد ميرسون من شركة أي بي إم، أما الجلسة الرئيسية الثالثة التي تناولت موضوعا يعد حديث الساعة ليس فقط على المستوى المحلي الإماراتي بل وعلى الصعيد الدولي حول التحول من الحكومات الذكية إلى المدن الذكية، حيث استقطبت اهتماما كبيرا من طرف المشاركين في القمة وكذا من المتحدثين وهم: ريتشارد كويست من قناة سي إن إن، وسعادة أحمد بن بيات رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو"، وسعادة راشد لاحج المنصوري مدير عام مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات. سنحتفل ببيع آخر برميل نفط لأننا سوف ندشن عصراً جديداً من الاقتصاد المستدام وزير داخلية الإمارات: الإرهاب وهبوط النفط يهددان الشرق الأوسط أما الجلسة الأهم على الاطلاق والتي انتظرها المشاركون في القمة الحكومية الثالثة كانت لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات، التي اختار لها عنوان: "نحن الإمارات"، المحاضرة شهدها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والتي أكد فيها وزير خارجية الإمارات أن سر نجاح الإمارات في 43 سنة من عمر الاتحاد هو إرادة وهمم شعبها الذي يتميز بالعطاء والتفتح على العالم في ظل اتحاد إماراتها السبع، رغم البيئة الصحراوية والمضطربة التي تتواجد بها. وأعرب الشيخ عبد الله بن زايد عن خالص امتنانه وعرفانه للمغفور له الشيخ زايد آل نهيان الذي اكد ضرورة الاستثمار في العنصر البشري الذي يعد اللبنة الأساسية لبناء الأوطان ومحور لكل عملية حضارية. وهذا ما جعل الإمارات تولي أهمية قصوى لجلب العقول من كافة أنحاء العالم للاستفادة من كفاءاتها وخبراتها لبناء دولة تعد من بين أكبر الدول نموا في العالم على كافة الصعد، ليس ذلك فحسب بل صارت بدورها مصدرة للكفاءات إلى الخارج فعدد كبير من الإماراتيين يتم الاستفادة من خبراتهم في شركات عالمية، بفضل الاهتمام بالتعليم على حد تعبيره. هذا وقد عدّدَ وزير الخارجية الإماراتي انجازات الإمارات على الصعيد الاقتصادي، الذي تضاعف ب 236 مرة منذ قيام الاتحاد، بفضل تجهيز بنية تحتية متطورة جعلت منها مركزا جويا وبريا وبحريا لوجيستيا عالميا. ومن أهم الانجازات التي تحققت تخلص الإمارات نسبيا من هيمنة ما تجود به صادرات المنتجات النفطية حيث صارت تشكل أقل من ثلث عوائد الاقتصاد حاليا. وقال سموه في هذا السياق: "سوف نحتفل ببيع آخر برميل نفط لأننا سوف ندشن عصرا جديدا من الاقتصاد المستدام". ونوه سموه بالتركيز على التنمية المستدامة والاستثمار في كل القطاعات بما فيها السياحية، فالإمارات اليوم من أكثر الوجهات السياحية في العالم بفضل الفعاليات التسويقية والرياضية والثقافية التي تستقطبها سنويا، من دون اغفال القطاعات الأخرى خاصة الصناعية منها كان آخرها الاهتمام بصناعة الفضاء من خلال بناء صرحا فضائيا سوف يسهم من دون شك في تطوير البحث العلمي والمعرفي. على الصعيد الخارجي والدبلوماسي، أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد أن دولة الإمارات تعد من بين أكثر الدول المانحة للمساعدات الخارجية للدول التي تشهد اضطرابات أمنية أو كوارث طبيعية، وهذا ليس بالغريب على دولة سياستها الخارجية مبينة على الايجابية ومد جسور العلاقات بكافة دول العالم وخير دليل تواجد ممثليات دبلوماسية ب 107 دول في العالم مكنتها من بناء علاقات اقتصادية وتجارية متينة مع هذه الدول. واستذكر سموه دعم دولة الإمارات لمصر أثناء محنتها حيث قال: "أمن واستقرار مصر شيء مهم وضروري لضمان استقرار المنطقة والدول العربية". بالاضافة إلى دعم بلدان أخرى مثل اليمن والصومال وكوسوفو. من جانبه رأى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الاماراتي أن أخطر ما في الإرهاب الحديث هو استخدامه لتقنيات العصر وتسخيرها لبث روح الكراهية للآخر والفكر الإقصائي الداعي إلى العنف بما ينتج جيلا مشوها ويبني أسرا مناهضة لفكرة الوطن والصالح العام. وقال الشيخ سيف بن زايد في كلمته خلال القمة الحكومية إن أبرز ما يشغل الرأي العام العالمي اليوم هما قضيتا الإرهاب وانخفاض أسعار النفط نظرا لما يشكلانه من تهديد خطر على السلم والاستقرار العالمي. واعتبر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان انخفاض أسعار النفط أزمة بالنسبة لغالبية دول العالم لكنه بالنسبة للإمارات يعد مجرد تحد نظرا للسياسات الرشيدة والتخطيط العلمي للمستقبل قائلا "إن الإمارات محظوظة بنفطها لكنها محظوظة أكثر بقيادتها".. وأوضح سموه "اقتصاد الإمارات كان يعتمد في البدايات على النفط بنسبة 90 في المئة واليوم أصبح الاعتماد عليه بنسبة 30 في المائة وتسعى حكومتنا للوصول إلى نسبة 5 في المائة بحلول العام 2021. وأضاف وزير داخلية الامارات أن بلاده نشطت في تنويع مصادر الدخل القومي فأنشأت أربعة صناديق سيادية أحدها يتصدر الرقم الثاني عالميا وبرز فيها مطار دبي الدولي بكونه الأول على مستوى العالم باستيعابه 70 مليون مسافر سنويا وتحتل إمارة دبي المرتبة 12 عالميا باستقبالها 10 ملايين سائح سنويا.. مشيرا سموه الى أن ذلك كله لم يتأت من فراغ بل نتيجة القيادة الحكيمة. ولفت الى ان هبوط النفط لا يمثل أزمة بالنسبة للإمارات بل مجرد تحد يمكن التعامل معه بفضل السياسة العلمية الفاعلة التي تتبناها الحكومة في ظل قيادة الوطن الرشيدة حيث عملت على تنويع مصادر الدخل لتقليص حجم الاعتماد على النفط كما غرست القيادة منذ نشأتها روح التسامح والانفتاح والاعتدال في نفوس أبنائها حتى غدت السمة العامة للمجتمع الإماراتي بمختلف شرائحه. وقدم وزير الداخلية الاماراتي في حديثه للقمة التي تعقد برعاية نائب رئيس الامارات رئيس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، صورة حية لواقع المواطنة الإيجابية في الإمارات مصطحبا معه إلى منصة العرض نخبة من الطلبة الإماراتيين المبدعين ونخبة من المنتسبين للخدمة الوطنية كنموذج لروح المواطنة القائم على التميز والتفوق والابداع بما يرفد الوطن بالإنجازات والأعمال المشرفة مثنيا بالشكر والامتنان لدعم ورعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لشباب الوطن وجنوده كما وجه سموه الشكر لأولياء أمور الطلبة المبدعين الذين نجحوا في توفير البيئة الملائمة لابنائهم وغرس قيم التميز والولاء للوطن وقيادته الحكيمة. وتطرق إلى أهمية الإعلام في تعزيز جهود مواجهة الإرهاب قائلا "إن للإعلام دورا مهما كونه من أكثر الأدوات الحديثة تأثيرا في عقول البشر وتغيير أنماطهم السلوكية واتجاهاتهم الفكرية ومن هنا نثمن في الإمارات دور المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها لما يقومون به من جهود مشكورة في كشف الحقائق وإشاعة الوعي الهادف إلى لحمة المجتمع وتمتين روابطه داعيا إلى تبني مزيد من المبادرات والوسائل الرامية إلى بث روح المواطنة الإيجابية في المجتمع والإسهام بشكل أكبر في الحرب على الإرهاب وكشف زيفه وطرائقه في التلاعب بعقول الناس وخداعهم بأساليبه العاطفية". وناشد الشيخ سيف بن زايد المجتمع الدولي وضع أطر ومفاهيم حديثة للإرهاب لا تعتمد فقط على القوانين والإجراءات الجنائية بل تتعداها إلى معالجات معمقة لمصادر ومحركات الإرهاب وقائيا ومحاسبة مموليه ومروجيه وبعض الساسة القائمين على رعايته بوصف اعمالهم جرائم حرب ضد الانسانية خاصة مع الزيادة المضطردة في جرائم الارهاب التي بلغت بين العامين 2013 و 2014 نحو 60 في المئة ضاربا سموه مثلا بقيام "داعش" وفقا لوسائل الاعلام المختلفة ببيع كميات نفطية بأحجام يومية هائلة ما يستدعي محاسبة المشترين الذين يساهمون بفعلتهم هذا في تمويل عملياتها الارهابية.

مشاركة :